مبادرات لحماية الموروث الثقافي بالمتاحف تتواصل عبر مختلف المتاحف الوطنية مبادرة لتشجيع العائلات الجزائرية على تقديم هبات قيمة لهذه المؤسسات، خصوصا ما توفر لديها من قطع تراثية و فنية مهمة، وهي حملة يقودها مهتمون بالتراث يشددون على دور المواطن في حماية الموروث الثقافي من السرقات والاندثار. وأوضحت الدكتورة أميرة زاتير، أستاذة محاضرة في العمارة والتراث بالمدرسة المتعددة العلوم للهندسة المعمارية والعمران بالجزائر العاصمة، وعضو جمعية المعالم والمواقع الأثرية «إيكوموس» بالجزائر، أن العديد من المبادرات الفردية أو الجماعية بدأت تسجل عبر المتاحف الوطنية خاصة بعد حادثة الزليج الأخيرة، التي حاولت فيها أطراف خارجية نسب هذه العنصر من تراثنا لها، مؤكدة أن الواقعة خلفت ما وصفته بصحوة جماعية، إذ التحقت عائلات بمسعى حماية التراث، كما أن هناك استجابة متزايدة في أوساط جزائريين، بخصوص موضوع التراث وحمايته وتثمينه و الترويج له. أخصائية العمارة التقليدية والمهتمة بالموروث الثقافي الجزائري، قالت إن كافة الأسر الجزائرية مطالبة اليوم وأكثر من أي وقت مضى بالمشاركة في حماية الموروث الثقافي، داعية للانضمام إلى مبادرة أطلقتها على مستوى ولايتها الأم معسكر، جمعت من خلالها مقتنيات ثمينة منحت كهبة للمتحف العمومي الباردو بالجزائر العاصمة، وهي مقتنيات متمثلة في ألبسة كالقفطان الجزائر، البلوزة الوهرانية، المحبس طابع حلوة المقرود وأدوات إثنوغرافية أخرى، من الفترة الممتدة من عشرينيات القرن الماضي وإلى غاية سنة 1980. وأضافت، أن كل المتاحف الوطنية لديها مصالح خاصة تستقبل الهبات التي تقدمها عائلات جزائرية، بحيث يتم جدرها ثم عرضها على لجنة خاصة تابعة لوزارة الثقافة من أجل التعريف بها قبل توزيعها في صالات المتاحف وتحولها إلى قطع ضمن التشكيلات التاريخية والثقافية، التي توثق لكل ما هو جزائري، وتقف كحاجز أمام أي إدعاءات بغير ذلك.وحذرت الدكتورة زاتير، من بيع بعض الأشخاص لتراثهم لجهات مجهولة مقابل مبالغ بخسة، أو إهمال القطع الثمينة معنويا أو تمزيقها ورميها، داعية لوهبها لتكون شاهدا على ثقافة جزائرية غنية، من خلال السير في هذه المبادرة والمساهمة في تعزيز التراث الوطني والتعريف به و بخصوصيته، وليكون متاحا لكل جزائري أو أجنبي يزور المتاحف في الجزائر.