تعتزم السلطات الولائية بقالمة، اتخاذ الإجراءات الممكنة لإنقاذ مساحات واسعة من الزيتون يتهددها الجفاف بمحيطات الاستصلاح نوادرية، الواقعة ببلدية عين بن بيضاء شرقي الولاية، بعد نداءات وجهها المزارعون خلال لقاء جمعهم بمسؤولي الولاية الخميس الماضي. وقال مسعود أوصايفية رئيس جمعية الزيتون بقالمة، وأحد العاملين بالمحيط المذكور، بأن ما لا يقل عن 1300 هكتار من الزيتون تواجه الجفاف منذ 20 عاما، دون أن يتمكن أصحاب الحقول من إيجاد الحلول نظرا لانعدام المياه الجوفية والسطحية، مؤكدا بأن بناء حاجز مائي بحجم كبير وحفر الآبار العميقة يتجاوز القدرات المالية للعاملين بالمحيط الذين يواجهون ظروفا مادية صعبة، بسبب تكاليف الاستصلاح والغرس والصيانة المستمرة للحقول التي بلغت درجة كبيرة من التدهور ولم تعد اليوم تنتج الزيتون، حيث توشك الأشجار على الجفاف التام. وأضاف المتحدث بأن أصحاب الحقول يحصلون على صفر مدخول كل عام، ولم يعد الكثير منهم قادرا على مواصلة العمل هناك، حيث بدأت بعض الحقول تتحول إلى غابات وأحراش، موضحا بأن الوضعية القانونية للمستثمرين ما زالت عالقة وتنتظر الحلول من مديريات الفلاحة مسح الأراضي وأملاك الدولة. وقالت والية قالمة، حورية عقون، بأنها ستبحث عن ما يمكن من الحلول لإنقاذ محيطات الزيتون بنوادرية، مؤكدة بأن الدولة تعمل كل ما في وسعها لتطوير كل الشعب الزراعية دون استثناء. وأوضح مدير الموارد المائية بقالمة، بأنه سيقوم بخرجة ميدانية إلى حقول الزيتون المتضررة بمحيطات نوادرية، لمعاينة الوضع والبحث عن حلول لتوفير مياه السقي. و من جهته قال مدير المصالح الفلاحية بأن اللجان التقنية ستعاين حقول الزيتون، وتقدم مقترحاتها بما فيها قلع الأشجار الجافة وتعويضها، مضيفا بأن مصالحه تعمل على تسوية الوضعية القانونية للمستثمرين العاملين بالمحيط، من خلال إعداد عقود الامتياز التي تسمح بالحصول على دعم الدولة في مجال التنقيب عن المياه والأسمدة، وغيرها من المساعدات الأخرى التي تهدف إلى تطوير شعبة الزيتون، التي تعرف نموا مستمرا بقالمة لكن نقص مياه السقي يعد العقبة الكبيرة أمام الكثير من المستثمرين الذين اختاروا هذه الشعبة الزراعية الهامة.