زراعة الزيتون بالنعامة اهتمام متزايد.. ومستقبل واعد تضاعفت المساحات المغروسة بأشجار الزيتون وكذا كميات الإنتاج خلال السنوات الأخيرة بولاية النعامة التي تتوفر على إمكانيات طبيعية معتبرة تدفع إلى التفاؤل بمستقبل هذه الشعبة التي تعد بالكثير محليا ووطنيا. ق.م ساهمت عدة عوامل في إقبال الفلاحين على هذه الزراعة بولاية النعامة منها تكيف أشجار الزيتون مع مناخ المنطقة وكذا عدم استهلاكها لكميات كبيرة من مياه السقي مقارنة مع أشجار مثمرة أخرى كما لا تحتاج الى الكثير من أشغال الرعاية كالتقليم المستمر واستعمال المبيدات بشكل كبير. ويكفي خزان مائي للسقي بسعة 3 آلاف متر مكعب على مستوى محيطات زراعة الزيتون بالولاية لسد احتياجات 2400 شجرة زيتون (حوالي ستة هكتارات) وبالمقابل فهذه الكمية من المياه لا تكاد تكون كافية لسقي 1.5 هكتار من البطاطس على سبيل المثال ناهيك عن فترة الحياة الطويلة لهذه الشجرة مثلما يؤكد عدد من أصحاب مستثمرات الزيتون. إقبال ملحوظ للفلاحين على توسيع محيطات الإنتاج ويشهد هذا النوع من الزارعة بولاية النعامة إقبالا ملحوظا من طرف الفلاحين لتبلغ المساحات المغروسة من أشجار الزيتون نهاية سنة 2017 حدود ال 4.000 هكتار مقابل مساحة لم تتعد 200 هكتار سنة 2009 كما تتوفر الولاية حاليا على نحو 850 ألف شجرة زيتون ويتوقع بالموازاة مع المؤهلات الطبيعية كمخزون المياه والأراضي المستصلحة المتوفرة زيادة الإنتاج وبلوغ غراسة 900 ألف شجرة زيتون مع نهاية سنة 2019. وتوجه نحو 2300 مستفيد من محيطات برنامج تكثيف وتوسيع زراعة الزيتون بمختلف جهات الولاية إلى توسيع المساحات المزروعة التي انتقلت من 100 شجيرة في الهكتار الواحد خلال سنة 2009 إلى 400 شجيرة في الهكتار الواحد خلال السنوات القليلة الماضية كما خصّص غلاف مالي لدعم مستثمرات زراعة الزيتون في إطار برنامج الصندوق الوطني للضبط والتنمية الفلاحية تجاوزت قيمته 1 مليار دج لوضع منشآت وتجهيزات وقنوات السقي العصرية وتثبيت نظام السقي بالتقطير عبر مساحات مسقية لأشجار الزيتون قوامها 2.600 هكتار فيما يتم سقي باقي مساحات الزيتون بطرق تقليدية حسب إحصائيات مديرية المصالح الفلاحية. وخلال حملة الجني التي امتدت من نوفمبر الى جانفي الماضيين تحقق بالولاية إنتاج قرابة ال 16 ألف قنطار من الزيتون وهو ضعف الكمية التي تم جنيها السنة السابقة وتحقق ذلك بتسجيل زيادة محسوسة في المساحات التي دخلت مرحلة الإنتاج بحيث يبلغ متوسط مردود الإنتاج في الهكتار الواحد بالولاية إلى 16 قنطارا فيما يصل متوسط مردودية التحويل ب 13 لترا من زيت الزيتون للقنطار الواحد على أن يتم تحويل الزيتون من نوع سيغواز الذي يمثل نسبة 55 بالمئة من المساحة الإجمالية المنتجة بالولاية إلى زيوت فيما تتوزع باقي أنواع أشجار الزيتون المغروسة بالولاية بين صنفي الشملال (25 بالمئة) والسفيانة (بنحو 21 بالمئة).
تجسيد برنامج واسع لتكثيف الزراعة منذ 2010 ويهدف البرنامج الذي تم تجسيده بالولاية إلى التطوير المكثف لزراعة الزيتون في الفترة الممتدة بين 2010 و 2014 صاحبه الدعم التقني للمزارعين من توفير الشتائل إلى عملية الزرع مرورا بتجهيزات الإنتاج و التخزين بحيث شمل هذا البرنامج خصوصا المستثمرين المنظمين داخل تعاونيات أو جمعيات مهنية كما أجرى تقنيو المعهد التقني لزراعة الأشجار المثمرة والكروم لبئر توتة (الجزائر العاصمة ) عدة دورات تدريبية ميدانية في الفترة ذاتها استهدفت توفير التنسيق التقني والتعميم الجواري لزراعة الزيتون بالمنطقة بحيث مست هذه الفترات التكوينية مستثمرات قرينيك بصفيصيفة وقطيب بن طالب وغرابي محمد ببلدية جنين بورزق إلى جانب مستثمرة زحزوح بالبيوض حيث تعد هذه المحيطات الفلاحية من بين عدة نماذج ناجحة لشعبة إنتاج الزيتون بالولاية. ويأتي اهتمام الدولة بتكثيف غراسة الزيتون بالمناطق السهبية وشبه الصحراوية للبلاد من أجل تشجيع المزارعين على الاهتمام أكثر بزراعة الزيتون حتى يتحقق الاكتفاء الذاتي والنوعية الجيدة المطلوبة في الأسواق و ايضا لتعويض المساحات التي تتلفها الحرائق بمناطق شمال الوطن كل صائفة وبالمقابل لا يتعدى إنتاج زيت الزيتون بالولاية 1500 هيكتولتر سنويا فيما توجه كمية كبيرة من مادة الزيتون المنتج بالولاية للعصر بخارج ترابها ليتم تسويق هذا المنتوج خارج بلديات الولاية ايضا وهو ما يتطلب اقتحام مستثمرين لهذا المجال بتجهيز معصرات إضافية بالولاية. وللرفع من مردودية محيطاتهم والتي تضم حاليا مساحة كلية دخلت مرحلة الإنتاج قوامها 900 هكتار من أشجار الزيتون المنتج يطمح أصحاب مستثمرات الزيتون بالولاية إلى حصولهم على دعم مادي وتقني إضافي من طرف مديرية المصالح الفلاحية. كما أوضح هؤلاء الفلاحون و بالموازاة مع ذلك تأثر الظروف المناخية التي يميزها تساقط الصقيع والجليد شتاء إلى جانب نقص في العناية فعادة لا تحظى بعض هذه الحقول بالمتابعة المستمرة وتطبيق الطرق العلمية الضرورية للرفع من الإنتاج سيما فيما يتعلق بمتابعة مراحل الحرث والتقليم و التخصيب مما يتسبب في تحقيق مردودية ضعيفة للهكتار الواحد المنتج.