دعا مهندسو الزراعة بقالمة، منتجي القمح إلى إطلاق برنامج السقي التكميلي لإنقاذ الحقول من جفاف استمر أياما طويلة، و بدأت آثاره تظهر بوضوح بعدة مناطق من الأقاليم المعروفة بإنتاج هذا المحصول الاستراتيجي. و قال نبيل عثمانية المهندس الزراعي العامل بالمعهد الوطني التقني للمحاصيل الكبرى، للنصر بأن انقطاع الأمطار لمدة 20 يوما متتالية يؤثر على نمو حقول القمح، و دعا أصحاب المستثمرات التي تتوفر على الموارد المائية إلى ضرورة الإطلاق الفوري للسقي التكميلي لمساعدة نباتات القمح الفتية على النمو وفق المسار التقني المحدد، لضمان محصول وفير و جودة عالية، مضيفا بأنه ينبغي وضع سماد التغطية قبل سقي حقول القمح، حتى يتحلل السماد تحت تأثير المياه و الرطوبة، و تسهل عملية امتصاصه. و تعاني أقاليم القمح بقالمة من الجفاف على مدى سنوات طويلة، و خاصة بسهل الجنوب الكبير حيث تقع أكبر مساحة لإنتاج القمح بشرق البلاد، لكن هذا الإقليم المترامي الأطراف لا يتوفر على أنظمة سقي و موارد مائية كافية للتدخل عند حدوث أزمات الجفاف. و يرى مهندسو الزراعة و منتجو القمح بقالمة بأنه بات من الضروري إنجاز المزيد من السدود الصغيرة و الحواجز المائية، و الآبار العميقة لسقي المحاصيل الزراعية، و خاصة القمح الأكثر تأثرا بموجات الجفاف المتعاقبة على ولاية قالمة. و باستثناء محيط السقي قالمة بوشقوف المتربع على مساحة 10 آلاف هكتار، فإن ولاية قالمة تعرف أزمة سقي حادة في السنوات الأخيرة، بعد تراجع معدلات التساقط الفصلية تحت تأثير التغيرات المناخية الجائرة التي تعصف بدول حوض المتوسط، من بينها الجزائر التي تواجه أزمة غذاء و مياه متفاقمة. و تقدر مساحة القمح بقالمة بنحو 80 ألف هكتار كل عام، أغلبها ببلديات تاملوكة، وادي الزناتي، عين رقادة، رأس العقبة، سلاوة عنونة، عين العربي و برج صباط، و الركنية، و تشهد هذه المناطق ندرة في مياه السقي، مما يعرض محاصيل القمح كل عام إلى مخاطر الجفاف المؤثرة على المردود و الجودة.