سجلت أسعار اللحوم البيضاء ارتفاعا قياسيا، خلال هذه الأيام الأخيرة، مقارنة بالأشهر الماضية، حيث وصل سعر الكيلوغرام الواحد للدجاج إلى أكثر من 260 دينارا بأغلب أسواق ولاية الطارف، في الوقت الذي عرف ثمن البيض هو الآخر زيادة معتبرة قفزت من 7 دنانير إلى 12 دينارا أي بزيادة قدرها 5 دنانير وهي التسعيرة التي أحدثت ضجة في أوساط المواطنين، يحدث كل هذا في وقت باتت الفوضى والأوساخ والتحايل السمات البارزة في أسواق ولاية الطارف. اشتهرت العديد من بلديات ولاية الطارف، منذ عقود خلت من الزمن، بأسواقها الأسبوعية التي يقصدها التجار من مختلف المناطق لعرض سلعهم المتنوعة والمختلفة التي تستهوي المتسوقين، خاصة بعض المناطق الريفية بالولاية، إذ أصبحت الأسواق الأسبوعية بذهنية مواطنيها من بين العادات المألوفة، وأصبح بولاية الطارف كل يوم من أيام الأسبوع مرتبطا بإقامة سوق أسبوعية بإحدى البلديات الكبرى التي استمدت شهرتها من موعد سوقها الأسبوعي، خاصة منها بن مهيدي، الذرعان، بوثلجة، القالة، الطارف، بوحجار وغيرها من البلديات التي تحولت إلى أقطاب تجارية مرة في الأسبوع. وبالرغم مما تحققه هذه الأسواق الأسبوعية من حركية في المعاملات التجارية والمداخيل التي ترجع أساسا إلى خزينة هذه البلديات، إلا أن حالة الأسواق عبر مختلف بلديات الولاية لا زالت لم تنل حظها من اهتمام المسؤولين الذين يتجاهلون الفوضى العارمة المتسمة بها بسبب عدم تهيئة الأماكن المخصصة لعرض السلع المختلفة من طرف الباعة الذين يضطر أغلبهم إلى وضع بضاعتهم على أرضية ترابية أو وسط الطريق أمام الغبار المتطاير، مما يتسبب في إحداث جو من الازدحام داخل ممرات هذه الأسواق التي تحيط بها القمامة من كل جانب، ناهيك عمّا تخلفه هذه الحركة التجارية من أوساخ نتيجة إقدام الباعة على رمي الأكياس وقطع الكرتون على الأراضي التي تتحول بعد نصب كل سوق إلى مفرغة عمومية. وفي ظل تهرب مختلف الهيئات المسؤولة بالولاية من مسؤوليتها وأدائها لدورها الكامل في تنظيم الحركة التجارية داخل الأسواق الأسبوعية، تبقى هذه الأسواق مجرد فوضى عارمة، حسبما أدلى به أحد التجار.وبخصوص تجارة اللحوم البيضاء فقد أدى الارتفاع المحسوس في أسعارها إلى جانب حبات البيض إلى استياء كبير وسط المواطنين الذين أبدوا قلقهم من هذه الزيادة المفاجئة بكامل أسواق الطارف، التي شهدت مؤخرا عزوف العديد من المواطنين عن اقتناء هذا النوع من اللحوم الذي يعتبر في متناول فئة محدودي الدخل الذين استبدلوا أكل اللحوم البيضاء بالحمراء نظرا لثمنهاالمقبول الذي كان يتراوح ما بين 160 و180 دينارا للكيلوغرام، خلال الشهور الماضية. أما أهم الأسعار التي أحدثت المفاجأة هذا الموسم فهو الارتفاع الذي عرفه سعر البيض الذي قفز قفزة صارت حديث الشارع الطارفي هذه الأيام، حيث وصل سعر الحبة الواحدة إلى 12 دينارا بعدما كان لا يتعدى ال 7 دنانير فقط، وهو المشكل الذي أرجعه التجار، في تصريحهم، إلى تجار الجملة الذين رفعوا من السعر الذي كان متداولا قديما، الأمر الذي دفعهم كذلك إلى الزيادة في الأسعار كخطوة حتمية لتفادي الخسائر سواء تعلق الأمر منها بأسعار البيض أو الدجاج الذي قيل ل “الفجر” إنه يباع هو الآخر لدى تجار الجملة بأكثر من 220 دينارا للكيلوغرام الواحد، في الوقت الذي لم يتعد سقف ال 130 دينارا خلال الشهور الماضية.وهو ما أرجعه بعض تجار التجزئة إلى مشكل المضاربة وانعدام الرقابة على مثل هذا النوع من التجارة، مما سيؤدي حتما إلى عزوف الفئة المعتادة على تناول هذه المادة، خاصة بعدما عرفت أسعار اللحوم الحمراء هي الأخرى ارتفاعا. وبالمقابل، أكدت بعض المصادر المقربة من مؤسسات تربية الدواجن أن الارتفاع الحاصل في أسعار الدجاج والبيض يعود إلى التهاب أسعار أغذية الدواجن التي قفزت من 2000 و3500 دينار للقنطار إلى أكثر من 3500 دينار للقنطار الواحد، مما جعل الديوان الوطني لأغذية الدواجن غير قادر على تلبية احتياجات المربين ويدفع هؤلاء إلى شراء الأغذية بأسعار باهظة من الخواص، ويضاف إلى ذلك الارتفاع الخيالي لأسعار الأدوية التي تعتبر ضرورية لتربية الدواجن والتي يصل سعر البعض منها إلى أكثر من مليون سنتيم للعلبة الواحدة. يحدث هذا بالرغم من تواجد العديد من الملاحق والفروع التابعة لوحدات تربية الدواجن عبر العديد من جهات ولاية الطارف، منها منطقة الشافية وبوثلجة والشط وكبودة، إلى جانب الوفرة التي عرفتها الولاية في إنتاج البيض بفضل انتهاجها لمخطط وطني للتنمية الريفية شرع في تنفيذه انطلاقا من سنة 2000، حيث قفز إنتاج الولاية التي بإمكانها تلبية حاجيات ولاية الطارف من 8551 إلى 11650 دجاجة مما سمح بجمع ما لا يقل عن 90 مليون بيضة إضافية، خلال نفس الفترة ورغم هذا التحسن في إنتاج مادة البيض إلا أن سعره ما زال مرتفعا.