ثالوث أسود يُهدّد سكان قرية الجدر ببلدية البسباس ببسكرة يعاني سكان قرية الجدر التابعة لبلدية البسباس الواقعة بالجهة الغربية لولاية بسكرة على بعد أزيد من 145 كلم من العزلة شبه التامة التي تهدد حياتهم بهذه المنطقة النائية الواقعة على الحدود بين ولايتي بسكرة والجلفة .ويعدّد سكان الجدر أوجه معاناتهم المتعددة التي تبدأ من قساوة الطبيعة، وتمر بنقص المشاريع التنموية وتصل حد الخوف من الموت في أية لحظة بسبب لسعات العقارب التي تنتشر بكثرة في المنطقة. فموقع القرية التي كانت بدايتها عبارة عن تجمع لما لا يزيد عن 50 عائلة اضطرت للسكن بهذه المنطقة البعيدة للعمل في المجال الفلاحي ، جعلت الحياة بها من البداية تشكل محل تساؤل لدى هؤلاء الفلاحين، غير أن الحاجة والعوز جعلتهم يستقرون بالمكان رغم كل النقائص التي كانت بادية للعيان ، وبمرور الوقت وتعاقب الأجيال أصبحت اليوم قرية الجدر تحصي ما يقارب 5 آلاف نسمة غير أن هذا النمو السكاني لم تصاحبه مشاريع فك العزلة مما أبقى الوضعية التنموية تراوح مكانها . اليوم يطرح السكان مشكل تدهور وضعية الطريق الرابط بين القرية ومقر البلدية الذي يعاني من الإهتراء بسبب قدمه وعدم برمجة مشاريع لتجديده أو توسعته، وهو ما زاد من حدة العزلة الطبيعية . مشكل قلة الماء الشروب تؤرق هي الأخرى سكان الجدر خاصة عندما يحل موسم الصيف ويصبح من الصعب الحصول على ما يروى به السكان عطشهم. كما يتحدث شباب القرية عن انعدام المناوبة الطبية الليلية التي يفترض أن تكون مضمونة بالمستوصف الوحيد الذي يبقى هيكلا بدون روح ، ويبقى بذلك السكان في مواجهة خطر العقارب التي تهددهم في أية لحظة ، وخاصة خلال فترات الليل. إزاء هذه الوضعية قال مصدر مسؤول أن مصالح البلدية تحاول التخفيف من معاناة السكان عن طريق فتح المسالك الترابية ، وبرمجة تزويد القرية بمياه الصهاريج في حين يبقى أرجع مشكل تثبيت طبيب بمستوصف القرية إلى مصالح مديرية الصحة التي يتعين عليها التحرك للحد من معاناة السكان.