ألبومي الجديد "قطيش ماهو قطيش" سيكون الأخير في مساري الغنائي الفنان مصطفى كمال الدين بن عاتي، المعروف في الساحة الفنية بكمال القالمي، أحد أقوى الأصوات التي فرضت نفسها و تألقت في الساحة الفنية خلال أكثر من ثلاثة عقود من الزمن، فأمتع أسماع الجمهور رغم اختلاف الأذواق و الرغبات بنغمات الأغنية التراثية التي يؤديها بإتقان و يغمرها بأحاسيسه المرهفة. و قد تمكن في سنة 1978 من افتكاك الجائزة الثالثة في برنامج "ألحان وشباب" فسجل بذلك بداية أقوى و أنجح لمسيرته الفنية، كما أخبرنا في هذا الحوار للنصر الذي يكشف فيه تفاصيل مهمة عن حياته الشخصية و الفنية. النصر:تحصلت على المرتبة الثالثة في حصة "ألحان و شباب" سنة 1978 بفضل أدائك لأغنية "عاشق لريام واش حوالو" حدثنا عن هذه الانطلاقة المميزة. كمال القالمي:أذكر أنني في تلك الفترة عدت إلى قالمة كبطل قومي يملأني الفخر و الاعتزاز بفوزي و خاصة بتشريفي للقصبة القالمية التي أنجبت الكثير من الأصوات الكبيرة غير أنها لم تخرج لدائرة الضوء وبقيت طويلا في الظل، فكان ذلك الفوز بالنسبة لي تكريما لكل الأجيال السابقة من فناني المنطقة الذين طواهم النسيان، و لكنني لم أكن أعرف أن مسيرتي الفنية ستأخذ هذا البعد. الفضل في وصولي لهذا المستوى تمتعي بإرادة قوية و إصراري على الاستمرار. بدءا بإعادة الأغاني المعروفة و المحبوبة في الحفلات و الأعراس في كل من قالمة، عنابة و سوق أهراس مما أكسبني في هذه الفترة التجربة الضرورية في أول المشوار. حقق ألبومك الأخير نجاحا كبيرا رغم تعليقات بعض المختصين حول كلماته التي لم ترق لمعاني الأغاني السابقة، ما هو السر برأيك؟ عند صدور الألبوم لا يعلم الفنان أي أغنية ستحقق النجاح وهو ما حدث بالنسبة لي مع أغنية "درك درك" التي أسمعها في كل مكان و أجد أنها مطلوبة بشكل كبير في الأعراس و الحفلات، و أعتقد أنها هي التي ساهمت بشدة في نجاح الألبوم. تبلغ من العمر 60 سنة و مازالت تصنع الحدث، الفرجة و الاعجاب، من أين تأتي بكل هذا الإصرار؟ السر يكمن في النجاح الذي تحققه ألبوماتي جماهيريا حتى في الدول الشقيقة خاصة تونس التي يشبه تراثها شيئا ما التراث الجزائري لدرجة أن الكثير من الأغاني لا تزال محل شك و جدل بين الطرفين، فالنجاح حدث مرتبط بالعمل فقط، أي البحث الدائم عن الجديد لكي لا يكرر الفنان نفسه و هذا أمر ليس بالهين لأنه ليس سهلا على المغني التخلص من لحن أغنية ناجحة سابقة بلحن جديد و مختلف تماما مررت في حياتك بظروف صعبة كاليتم و السجن ثلاث مرات و محاولات إغتيال متكررة خاصة في سنوات الجمر و آخرها في سكيكدة، كيف تجاوزت كل هذه المحن و استطعت الاستمرارفي الغناء؟ في الظروف الصعبة يتضاعف إحساس الفنان .شخصيا، بدأت منذ طفولتي مصارعة الظروف القاهرة و اليتم، عندما استشهد أبي بجبل مرمورة، كما عانيت في شبابي من الكثير من الظروف القاهرة كسجني لأسباب مختلفة آخرها لمدة ثلاث سنوات، بالإضافة إلى التهديد بالقتل و محاولات الاغتيال التي تعرضت لها خلال سنوات الجمر و التي كنت أنجو منها في كل مرة بأعجوبة. ماذا عن إشاعة اعتزالك بعد أدائك لفريضة الحج؟ الاعتزال قرار شخصي، و بالفعل صرحت من قبل أنني أريد الإبتعاد عن أجواء الغناء لكنني لا أملك الشجاعة الكافية للقيام بذلك فعلا. و أتساءل لماذا يهتم الكثيرون بقرار إعتزالي أو بقائي الذي يعود في نهاية المطاف لي وحدي، قد يكون ألبومي الجديد الذي طرحته مؤخرا في السوق تحت عنوان "قطيش ماهو قطيش" الأخير و لكن من يدري قد أغير رأيي و أعود للغناء مرة أخرى. لو يتيح لك الزمن فرصة العودة إلى الوراء ماذا كنت ستغير في مسيرتك ؟ أعتقد أن الشيء الوحيد الذي كنت سأغيره هو إسمي الفني و بدل كمال القالمي كنت سألقب نفسي كمال الهواري نسبة الى جبل "الهوارة" رمز المنطقة التي أنتمي إليها ومكان إستشهاد والدي و أعمامي.