سيّد البيانو عمر سوسا يقدم سهرة روحانية بطقوس أفرو- كوبية غص المسرح الجهوي بقسنطينة أمس الأول الثلاثاء بالجمهور الذي جاء لمتابعة سيّد البيانو بالمسارح العالمية المؤلف و الملّحن الكوبي عمر سوسا، المعروف بتجاوزه للحدود الموسيقية الكوبية لما تشمله أنغامه من تنوّع مستوحى من عمق إفريقيا الشاسعة، حيث افتتح الفنان حفله بطقوسه المعتادة المستوحاة من الروحانيات المتجدرة في تراث مسقط رأسه كوبا و عشقه الأبدي إفريقيا الذي يعكسه إصراره على الظهور بالزي الإفريقي التقليدي. فصاحب مدرسة الموسيقى الافرو- كوبية الذي أطل على جمهوره و بيده شمعة لإضفاء الأجواء الروحانية على سهرته، جاب به بين أحضان الموسيقى الكونية بطعم الجاز، الهيب هوب، السولو و غيرها من الألوان الإفريقية، طيلة ساعة و نصف، حاول من خلالها نقل إحساسه الإنساني و حبه للسلام على طريقته الخاصة التي تجمع بين حرصه على الحفاظ على الأصالة من خلال لباسه التقليدي الحامل لملامح الماضي و إيقاعاته الصاخبة التي يريد لها أن تكون لغته التعبيرية عن العصر و الحداثة. و عكس الليالي الماضية لديماجاز التي حملت فقرتين لكل سهرة فنية، استحوذ عمر سوسا على الخشبة بفرقته الرباعية"آفريكانوس"المشكلة من عازف الباص و المغني الموزمبيقي "شيلدو توماس"الذي حمل هو الآخر الجمهور في رحلة صيد بأدغال إفريقيا على أصوات الحيوانات و حياة البراري بمرافقة موسيقية على أنغام البيانو الكلاسيكي و الالكتروني بقيادة ساسو، إلى جانب إيقاعات الباتري التي ارتجت معها جنبات الركح بحماس ضابط الإيقاع مارك غيلمور. كما ألقى عازف الترامبيت "جو كراوس" بسحر آلته على اللوحة الفنية فزادها أناقة بإعادة الحضور إلى سحر الجاز. و المعروف عن عمر سوسا اهتمامه بموسيقى القناوي و الأنغام الإفريقية المستوحاة من عمق القارة السوداء و التي يطّعم بها عموما عروضه عبر مسارح العالم. و قد عرفت السهرة السادسة لمهرجان ديماجاز الدولي حضورا مكثفا لوسائل الإعلام عكس باقي السهرات رغم أنها كانت أكثر تميّزا و بالأخص سهرة عازف الكمان الساحر"ديديي لوكوود" و نجم الإيقاع الفرنسي ذو الأصول الإيفوارية باكو سيري و تشكيلة "آكامون" البلجيكية. و سيسهر عشاق الغوسبيل اليوم مع صاحبة الصوت القوي "نيكول سلايك جونس" التي ستنفرد هي الأخرى بالركح في سهرة خاصة بها.