" سأعتزل الفن و أتفرغ للسياسة و أزور البقاع المقدسة " ككل طبعة من طبعات مهرجان الأغنية الوهرانية ،شارك الشيخ المازوزي في إحياء سهرة الافتتاح ، و اغتنمت النصر الفرصة للدردشة معه خاصة توجهه للسياسة و اعتزاله الفن بعد مسيرة طويلة . كنت الفنان الوحيد في وهران الذي ترشح للانتخابات التشريعية، كيف؟ مازوزي – لم أكن اهتم بالسياسة ، لغاية أن اتصل بي رئيس حزب و طرح علي الفكرة ، لم أرفض لأنني كنت أعرفه أولا و ثانيا لأنني فكرت في الوصول للبرلمان من أجل المساهمة في حل مشاكل الفنان الجزائري انطلاقا من وضع قانون أساسي لحماية حقوق الفنان. إذن كنت تريد حمل هموم الفنانين للبرلمان؟ مازوزي – ليس فقط هذا فأنا متكون في منظمات سياسية منذ الصغر كنت نشطا في الإتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية و مناضلا في الأفلان .و لدي مواقف و مبادئ و نظرة خاصة للمساهمة في بناء الوطن من جميع النواحي و ليس فقط الفن. ما هي أهم الانشغالات الفنية التي كنت ستطرحها في البرلمان ؟ مازوزي – أبدأ من مشاكلي فمثلا لولا عملي في الملاهي اليلية ليس لي دخل آخر و حتى الملاهي لم تعد تؤتي أكلها لأنها أصبحت لا تفتح إلا يومين في الأسبوع كما أن المهرجانات و النشاطات الفنية التي تشرف عليها الوزارة قليلة و لا يتم إستدعاؤنا لها .لا يمكن أن أنتظر مهرجان وهران مرة في السنة لأعمل أو مهرجان الراي في سيدي بلعباس .و للخروج من هذا المأزق أنشأت قاعدة تجارية بسيطة لتربية أبنائي السبعة و لدي أحفاد...أنا جد و لازلت أعمل و ليست لدي فرصة للتقاعد. هل توقف توزيع أغانيك يندرج في إطار هذه المشاكل؟ مازوزي – هذه مشكلة أخرى تمس كل الفنانين خاصة في وهران التي أغلقت دور الإنتاج بها أبوابها و فتح المجال واسعا للقرصنة. لدي عدة أغاني في الدرج لم أستطع تسجيلها و لا توزيعها في غياب الردع لهؤلاء القراصنة الذين يسيطرون على السوق . لو اتيحت لك الفرصة ثانية هل تترشح مرة أخرى ؟ مازوزي – نعم لقد فتحت شهيتي على ضرورة المساهمة السياسية من أجل الوطن .. و سأجرب حظي في المحليات القادمة و لكن عن طريق قائمة حرة إن سمح لي القانون.على الأقل لكي أساهم في حل انشغالات سكان منطقة عين الترك التي أسكن فيها . لو نعود للجانب الفني ،أنت تؤدي الوهراني و الراي ما الفرق بينهما؟ مازوزي – انا متمكن من الإثنين و أغنيهما معا ليس لدي مشكل.. لكن من ناحية الطابع فكل واحد له خصوصياته .لاحظت تطورا للأغنية الوهرانية من خلال المهرجان الذي أتابعه منذ الطبعة الأولى و أظن أنه يسير نحو الأحسن .و لكن الطابع الوهراني الكلاسيكي الذي يستهويني غائب عن الساحة لأنه يتطلب مجهودا خاصا ، يتعلق بالبحث عن قصائد التراث. هل من السهل العثور على هذا التراث؟ مازوزي – بالنسبة لي سهل لأن لدي مصادر و أعرف الشيوخ و منهم أتحصل على القصائد التي لم تغن أبدا و لكن لمن أغني ؟ أعني الجمهور و المنتجين هؤلاء اختفوا و الجمهور لم يبق منه سوى الشيوخ و بعض الفئات التي يستهويها هذا النوع الغنائي . لديك 7 أولاد، هل منهم من يسير على دربك الفني ؟ مازوزي – واحد منهم فقط يعمل معي و لكنه عازف على آلة "السانتي " و لا يغني . أنا كذلك بدأت الفن بالعزف . حدثنا قليلا عن بدايتك .. مازوزي – بدأت منذ سن 15 ، بالعزف على آلة الاكورديون و العمل في الأعراس و لكن اليوم توقفت عن الغناء في الأعراس .و تخصصت في أداء قصائد تراثية تنتمي إلى الطابع الوهراني . تغني منذ عشرات السنين و ليس لك أغنية ثنائية "ديو"؟ مازوزي – نعم لأن صوتي طبقته عالية و لم أجد بين المطربات من يتلاءم صوتها مع صوتي ، أما الآن فلا أفكر في الديو هل تفكر في الاعتزال؟ مازوزي – الاعتزال تحصيل حاصل . أكيد في يوم ما . ربما سأبدأ بمغادرة الملاهي ثم الحفلات و المهرجانات .أنا أخطط لكل هذا حتى ذهابي لزيارة البقاع المقدسة .أنا جد راض على نفسي بنيت حياتي و أمنت مستقبلي و لا أحتاج حتى لديوان حقوق التأليف الذي هضم حقوقي.