سوناطراك تخفض سعر مبيعاتها من النفط قالت شركة سوناطراك أمس، أنها خفضت سعر البيع الرسمي لشحنات جويلية من خام التصدير الرئيسي لها مزيج صحارى المعروف بالبلند خفيف. ونقلت وكالة الأنباء رويترز عنها قولها أنها خفّضت سعر مبيعاتها إلى مستوى يقل 2.95 دولار للبرميل عن سعر برنت مقارنة مع مستوى يقل 50 سنتا فقط في جوان. ويرجع التخفيض القياسي إلى هبوط فروق الأسعار الفورية للخام على مدى الشهر المنصرم في سوق متخمة بالخامات منخفضة الكبريت، وأدى تراجع استهلاك النفط ووفرة العرض في السوق بسبب زيادة إنتاج بعض الدول المصدرة من منظمة أوبك وخارجها، إلى تراجع سريع لأسعار النفط في البورصات العالمية. وعرفت مداولات النفط أمس ارتفاعا في سعر خام برنت بأكثر من دولار للبرميل مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط بين تركيا وسوريا، وارتفع برنت لأعلى مستوى للجلسة عند 92.04 دولار قبل أن ينحسر قليلا إلى 91.89 دولار. وينعكس خفض الأسعار وتراجع المبيعات بحدة على مداخيل الجزائر، التي تعتمد اعتمادا شبه كامل على مبيعات النفط في مداخيل العملة الصعبة بنسبة تفوق 98%، والتي توظف لتغطية حاجيات السوق وتمويل الاستثمارات الخارجية. و يكون لاستمرار تراجع النفط على المدى المتوسط آثارا حادة على التوازنات المالية للجزائر حسب التصريحات الرسمية والتقارير الصادرة عن المؤسسات الدولية والخبراء الاقتصاديين. وقد شهدت أسعار النفط انخفاضا منذ مارس الماضي حتى وصلت هذا الشهر إلى مستوى لم تشهده منذ 18 شهرا، فيما لازالت المملكة العربية السعودية -وهي أكبر منتج في العالم- تتمسك بسياسة زيادة إنتاج النفط التي تستهدف دعم النمو الاقتصادي العالمي، ويقول المراقبون أنه بمقدور المملكة العربية السعودية تحمّل سعر النفط عند تسعين دولارا أو أقل لعدة أشهر بعدما حققت فائضا في الإيرادات في النصف الأول من العام وتحتاج من أجل تحقيق التعادل في الميزانية سعرا أقل لبرميل النفط مما يحتاجه معظم أعضاء منظمة أوبك.ويخشى الخبراء من تأثير هذا الانخفاض على مداخيل الجزائر واقتصادها، وكان رئيس المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي محمد صغير باباس قد حذر أول أمس من أن الجزائر ليست في منأى عن آثار الأزمة المالية العالمية، مشيرا إلى تراجع أسعار البرنت بلندن بحوالي 30 بالمائة بأقل من 90 دولار وهو أصغر مستوى منذ حوالي سنة ونصف، ودعا باباس إلى التفكير في سبل من شأنها الحفاظ على ثروات البلد واستغلالها على أحسن وجه.