توقع شكيب خليل وزير الطاقة والمناجم أن تنحسر الضغوط على منظمة الدول المصدرة للنفط ''أوبك'' خلال اجتماع فيينا منتصف مارس المقبل في حال استقرار أسعار الخام الأمريكي قرب سقفه الحالي في حدود 40 دولارا للبرميل، موضحا أن المنظمة لن تقدم على إجراء أية تخفيضات جديدة في إمداداتها إذا ظلت الأسعار عند ذات المستوى. وأضاف خليل في تصريح للصحفيين بمدرسة جون هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة بالولايات المتحدةالأمريكية أن منظمة الأوبك لن تلجأ إلى مزيد من التخفيضات في سقف إنتاجها سوى في حالة تراجع أسعار النفط إلى ما دون 40 دولارا للبرميل، على اعتبار أن هذا المستوى يؤثر سلبا على مستقبل استثمارات المنظمة في استكشاف الحقول النفطية الجديدة، مشيرا إلى أن سقف 40 دولارا للبرميل يعتبر سعرا عادلا في الوقت الحالي. وحامت أمس أسعار النفط في العقود الآجلة دون 40 دولارا للبرميل وسط تكهنات المستثمرين بشأن أثر موافقة الحكومة الأمريكية على خطة تحفيز تتكلف أكثر من 800 مليار دولار على سوق النفط، إلى جانب ترقب صدور أحدث بيانات أسبوعية للمخزونات البترولية في أمريكا والتي يتوقع أن تعرف زيادة قدرها 5ر2 مليون برميل يوميا. من جهة أخرى، قال الوزير إن المملكة العربية السعودية هي الدولة الوحيدة العضو في منظمة الأوبك التي يمكن أن تنتج أقل من حصتها من النفط الخام المحددة رسميا شهر ديسمبر بموجب أحدث خفض مقرر، مضيفا أن البلدان الأخرى للمنظمة لا يمكن أن تصل إلى هذا المستوى العالي من الخفض على غرار ما قامت به السعودية. وأفاد خليل أنه لا يعتقد أن يهبط الطلب العالمي على النفط خلال السنة الجارية بشكل كبير عن التوقعات الحالية، وتكهن بأن يرتفع سعر النفط إلى 60 دولارا للبرميل بحلول نهاية العام، مضيفا أن الأوبك تريد أن تعود أسعار النفط إلى حدود 70 دولارا إلى 80 دولارا للبرميل، على أساس أنه معدل جيد لإعادة فتح استثمارات المنظمة في المشاريع النفطية عبر العالم. وحمل الوزير عمليات المضاربة في سوق البترول الدولية مسؤولية الارتفاع الحاد في أسعار النفط إلى مستويات قياسية تعدت 147 دولار للبرميل، إلى جانب الانخفاض الحاد في تكاليف إنتاج الخام عند مستوياتها الحالية، في حين أرجع التراجع الحاد إلى الانعكاسات السلبية للأزمة المالية الراهنة على سوق المحروقات.