وهران تختتم مهرجانها برقصات العرب و دول البلقان أختتم ليلة أول أمس مهرجان الأغنية الوهرانية في طبعته الخامسة على وقع رقصات متنوعة لفرق فلكلورية من اليمن و البيرو و أرمينيا و مقدونيا ، و هي الفرق التي كانت ضيفة السهرة الأخيرة قبل مشاركتها في مهرجان الرقص الشعبي المقام بسيدي بلعباس. لم تنتظر الفرق الأربعة التي زارت وهران قبل التحاقها بالمهرجان الدولي للرقص الشعبي الذي تحتضنه ولاية سيدي بلعباس، دورها في البرمجة لترقص، بل استمتعت منذ دخولها مسرح الهواء الطلق حسني شقرون بالموسيقى و الألحان التي رافقت الأغاني الوهرانية خاصة أغاني الشيخ الصنهاجي التي لازالت تحافظ على وقعها و نغمها الوهراني الأصيل لدرجة أن تفاعل و تجاوب أعضائها بالرقص شد أنظار الجمهور ،و رافق عضو من إحدى هذه الفرق بآلة الأكورديون الجوق الموسيقي الوهراني دون أن يعلم هذا العازف بأن هذه الآلة كانت أساسية في فرق العزف الوهراني قبل زمن قريب ليخفيها "السانتي"فتبقى في الظل.كل الفرق رقصت في ديكور موحد تجمعه الموسيقى التي كسرت حاجز اللغة ،مثلما رقص الجمهور الوهراني الذي كان يفهم كلمات الأغاني . لكن ما كسر ريتم السهرة الحيوي هو برمجة تلك الفرق بعد اختتام المهرجان مع البدايات الأولى للصباح حيث كانت الفرقة اليمينة هي الأولى التي صعدت إلى الركح و بمجرد إنطلاق فقرتها التراثية الراقصة حتى بدأ الجمهور في المغادرة ،ليس بسببها و لكن لتأخر الوقت لدرجة أن الفرق الباقية رقصت أمام جمهور محدود جدا. و هكذا مثلما انطلق المهرجان برقصات و أنغام فرقة الإمزاد التي تجمع كل الطبوع الأمازيغية الجزائرية، أختتم برقصات فرق أجنبية للرقص الفولكلوري و ما بينهما تنوع البلاطو بأغان وهرانية و أخرى رايوية ليتساءل العديد متى يقتصر مهرجان الأغنية الوهرانية على الأغنية الوهرانية فقط ليعيد صنع أمجادها القديمة؟ جوائز رسمية و أخرى تشجيعية للمتنافسين أما بخصوص العمل على استعادة الأغنية الوهرانية لمكانتها و عصرها الذهبي، فقد عمدت محافظة المهرجان على تنظيم مسابقة للشباب الراغب في أداء الأغنية الوهرانية ،فمن بين 54 شابا مشاركا في الكاستينغ تم اختيار 25 صوتا تنوع ما بين المقبول و المرفوض ليتوج ليلة الاختتام 12 صوتا كان على رأسهم صوت الشابة حداد آسيا أول متنافسة أبدعت في أداء هذا النوع من الغناء الأصيل بصوت مقبول و كانت إلى جانبها الشابة آية بغدادي و الصغيرة سيليا ولد محند، العازفة على آلة الكمان ذات الصوت الأوبيرالي . فحصلن على الجوائز الرسمية بينما نال 8 متنافسين آخرين جوائز تشجيعية و على رأسهم الطفل سليمان علي . هندو ..هل يعود للطبعة السادسة ؟ الفكاهي هندو الذي تعود على المهرجان منذ الطبعات الماضية، لم يكن دوره بارزا خلال الطبعة الخامسة حيث كرر نفسه و غاب الإبداع عن عروضه لدرجة أنه تعرض لانتقادات قد تكون وراء اختفائه منذ السهرة الثالثة ،و حسب مصادر مطلعة فإنه برر غيابه بأنه مضطر لإتمام إجراءات حصوله على تأشيرة السفر بالعاصمة لكنه لم يعد ليتم السهرة الختامية و يبقى التساؤل هل سيعود للطبعة السادسة أم أنه غادر دون رجعة ؟ البرنامج الرسمي لم يحترم طيلة المهرجان يبدو أن غياب الاحترافية و العقود الإلزامية، جعل برنامج السهرات الذي ضبطته محافظة المهرجان يضطرها في أغلب الأحيان للاستنجاد بأصوات آخر لحظة ،حيث غابت عدة وجوه كانت مبرمجة و رغم أن أغلبها ليست وجوها معروفة حتى على المستوى المحلي لكنها ساهمت في إحداث خلل في البرمجة اليومية لسهرات المهرجان الذي كان يدرج في كل ليلة صوتا أو اثنين لملء فراغ غياب المبرمجين سابقا.و لولا وفاء بعض الأصوات للطابع الوهراني أو نجوم الراي لفقد هذا المهرجان كل معانيه .و يبدو أن محافظة المهرجان لا تبرم عقودا ببنود صارمة مع الأسماء المدرجة في البرنامج الرسمي مما يجعل هذه الأخيرة لا تكترث بغيابها و تعتبر حضورها ثانويا "فوق الشبعة " خاصة إذا إرتبط أحدهم بعمل يدر عليه أموالا أكثر .فهل ستؤخذ هذه الأمور بعين الإعتبار في الطبعة القادمة ؟