إفتتاح أمازيغي لمهرجان الأغنية الوهرانية افتتحت أول أمس فرقة "الإمزاد" الأمازيغية أول سهرة من الطبعة الخامسة لمهرجان الأغنية الوهرانية بمسرح الهواء الطلق حسني شقرون .حيث استحوذت على وقت السهرة كله مما إضطر لجنة التنظيم للجوء للوقت الإضافي من أجل إدراج ما تبقى من برنامجها المسطر. فرقة "الإمزاد" استغرقت حوالي 3 ساعات في الغناء فوق خشبة المسرح ، بعد إدراجها في البرنامج مؤخرا لتعويض السهرة التي كانت مبرمجة لها يوم 21 ماي الماضي بوهران و لكنها أجلت لغاية أول أمس .و على مدار الساعات الثلاث تقريبا ( الوقت الرسمي لسهرة المهرجان ) سيطرت الفرقة على الركح و سحرت الجمهور حيث تداول على الغناء فيها مطربو الطابع الأمازيغي من التارقي، و المزابي والشاوي الذي أداه حسان دادي، المدير الفني للفرقة،ثم القبائلي من خلال صوت مزيان إيزوران و تعدى الغناء الحدود الجزائرية ليصل إلى النوع التارقي النيجيري بعد إنضمام أحد الأصوات البارزة القادمة من عمق هذا البلد إلى الفرقة . ديكور "القعدة التارقية " إمتزج بالموسيقى العصرية ذات الإيقاع القادم من الطاسيلي على وقع رقصات رجل الأهقار ،صورة رسمت ليلة الخميس بكل تقاسيمها لتحتفل بعيد الموسيقى العالمي المتزامن مع أطول يوم في السنة، معلنة إنطلاق صيف جزائري في الذكرى الخمسينية للاستقلال . و زاد من جمال الديكور تجاوب الجمهور الذي بقي متابعا و مستمتعا بالأصوات الأمازيغية التي صعدت إلى ركح المهرجان لتتغنى بالجزائر و عظمة ثورتها و رغم أن الأغلبية العظمى من المتفرجين لم تفهم كلمات الأغاني التارقية و المزابية، إلا أن حسان دادي و مزيان إيزوران تمكنا من هز المشاعر و دفع الكثيرين إلى الرقص على وقع أنغام أغانيهما . أشارت الساعة لمنتصف الليل عندما ختمت الفرقة عرضها على وقع ترديد كلمات أغنية "انقذوا الإمزاد "، الترات التارقي الذي عاد بفضل هذه المجموعة ليجوب كل ربوع الوطن بعدما كان مختفيا وسط الكثبان الرملية و بين جبال الأهقار . بدأ بعد ذلك البرنامج الرسمي لأول سهرة من الطبعة الخامسة لمهرجان الأغنية الوهرانية وصعد المايسترو قويدر بركان و جوقه إلى الركح لمرافقة شباب هواة قدموا أوبيريت جسدت بعض مشاهد القمع الاستعماري و لحظات إعدام الشهيد أحمد زبانة.و يذكر أن هذه الأوبيريت أشرف عليها عميد الأغنية الوهرانية بلاوي الهواري الذي ظل وفيا للمهرجان منذ انطلاقه وفي كل طبعة يقدم له الجديد .لينطلق الغناء بصوت العائد محمد وجدي ثم تلاه صابر الهواري الذي أهدى الحضور أغنيته الجديدة "الجزائر يا بلادي " و أختتم السهرة في حدود الثالثة صباحا الشيخ المازوزي الذي هز أركان المسرح وردد معه الجمهور "كوكتيلا" من أغانيه .و تخللت السهرة لحظات فكاهية مع هندو . كما زينت السهرة الأولى عدة تكريمات ،حيث تم تكريم السيدة سلال المشرفة على فرقة الإمزاد و بعض أعضاء الفرقة ،كما كرم بكاوي هواري و كرمت المرحومة صباح الصغيرة و أحد رموز الأغنية الوهرانية الأصيلة الراحل الشيخ عبد القادر الخالدي الذي ترك رصيدا من الكلمات و القصائد لم يؤديها أحد لحد الآن . للتذكير فقد حضر السهرة الأولى التي إفتتحها والي وهران عبد المالك بوضياف رفقة محافظة المهرجان السيدة ربيعة موساوي و كل من السيدة معمري فزهيرة لتمثل وزارة الثقافة في هذا العرس الفني و الموسيقار صافي بوتلة و وجوه فنية أخرى . هوارية.ب