أفراح الصيف تحوّل الأحياء السكنية إلى قاعات للأعراس تحوّلت أفراح الصيف إلى مصدر للإزعاج و مسارح لمواجهات عنيفة بين الجيران المنزعجين من الضجيج و المحتفلين الذين جعلوا من الأحياء السكنية قاعات مفتوحة على الهواء الطلق، تصدح فيها الموسيقى الصاخبة و طلقات البارود، و المفرقعات، و منبهات السيارات و صراخ "العرسان"... دون الاكتراث لما يسببه ذلك من إزعاج لمن حولهم سواء العاملين الذين ينتظرون الليل بفارغ الصبر ليخلدوا للراحة، و الأمهات اللواتي لا يصدقن متى يغمض رضيعهن جفنيه ليسترحن بدورهن، أو المرضى الذين تتضاعف معاناتهم في الضوضاء.فأغلب الأحياء السكنية الجديدة منها و القديمة تتحوّل في الصيف إلى شبه قاعات للحفلات، مفتوحة على البيوت، يجبر الجميع على حضورها سواء بمحض إرادتهم أو رغما عنهم، طالما أن الضوضاء و صخب الموسيقى لا ينحصر ببيت المحتفل وحده بل يعم كل الأماكن و يصل إلى آخر الشارع. و بالإضافة إلى الدي جي الذي بات يصم الأذان أكثر ما يمتعها انضمت عادة جديدة لتميّز حفلات الزفاف بقسنطينة التي شهدت في السنوات الأخيرة رواج مواكب العرسان ليلا التي تشل حركة المرور و توقض النائمين تحت وقع منبهات السيارات القوية و صخب الموسيقى المنبعثة من المركبات التي يمرح سائقوها بإشعال أضوائها المتوّهجة التي تعمي عيون القادمين من الجهة المقابلة، و ليس هذا فحسب بل يبدأون في الصراخ و ترديد عبارة "أو ازوّج"(لقد تزوّج) التي تحوّلت إلى طريقة جديدة للجهر و إعلان الزواج مسببين بذلك الإزعاج للبعض و الفرجة للبعض الآخر.و من الظواهر التي يزداد انتشارها حفلات توديع العزوبية على الطريقة المحلية و التي يدعو العريس أصدقاءه لأحد المطاعم للعشاء، لكن قبل الدخول إلى المطعم يرقص الجميع بمدخل المطعم أمام مرأى الجميع، و هو ما جعل بعض المطاعم أقرب إلى قاعات للحفلات دون ترخيص من الجهات المختصة، وكثيرا ما يحسب السكان أنفسهم أمام ملاهي ليلية و ليس أمام مطاعم عادية لكثرة الصخب و نوعية الأغاني المتدنية المستوى التي يستمع و يرقص عليها هؤلاء، إلى ساعات متأخرة من الليل، و هو ما يعكر صفو الكثيرين. و يشتكي الكثيرون من ضوضاء الليل التي لم تبقى محصورة في سهر هواة السهر الذين انضم إليهم حتى الأطفال و الرضع بحجة عدم تحملهم لدرجات الحرارة الخانقة داخل البيوت، بل امتدت للمحتفلين داخل البيوت الذين لم يعد الكثيرون منهم يكتفون بإبهاج أنفسهم و مدعويهم، بل باتوا يفضلون توسيع حلقة فرحهم إلى الشوارع المجاورة.و ذكر مصدر أمني مطلع بأن فرق الأمن تتدخل كلما تلقت اتصالات و شكاوي من الجيران المتضررين من الضوضاء، مذكرا بأن القانون يمنع الضوضاء الليلية، و يعاقب من يتسبب فيها سواء باستعمال الموسيقى الصاخبة أو منبهات السيارات أو الألعاب النارية المدوية، لكنه أكد بأن مصالحهم لا تتلقى شكاوي المواطنين إلا نادرا جدا.