إستهلاك المياه بقسنطينة يفوق المعدل الفرنسي أعلن المدير العام لسياكو ميشال فالون أن مؤسسته تهدف إلى تأمين عملية التموين بالمياه و اعترف باستحالة تعميم التوزيع المتواصل على كل بلديات ولاية قسنطينة لعدم توفر مصادر بديلة على المدى القريب، متحدثا عن استهلاك مفرط للمياه بالولاية. المسؤول قال في ندوة صحفية أن سياكو اعتمدت نفس الطريقة المطبقة بمرسيليا في التواصل مع الزبائن و الاستجابة السريعة لانشغالاتهم مشيرا بأن عدد الاتصالات الشهرية على الرقم المجاني ارتفعت إلى 2000 اتصال بعد أن كانت في حدود العشرات، وأضاف بأن هناك نجاعة أكبر في التغلب على التسربات بمعدل بلغ 6000 تسرب منذ بداية السنة مع تجديد تدريجي للشبكات يشمل سنويا 2 بالمائة من القنوات. ميشال فالون قال أن التموين بمعدل 24 ساعة مطبق خصوصا بعين اسمارة وعلي منجلي و الخروب بينما يراوح في جزء كبير من مدينة قسنطينة 18 ساعة يوميا، متحدثا عن مقترح قدمته إدارته كبديل عن الموارد الجوفية المستغلة حاليا خاصة بالبلديات الشمالية، حيث قال أنه لا يمكن الحديث عن تموين على مدار اليوم بحامة بوزيان و زيغود يوسف و ديدوش مراد بالتفكير في الاستغلال المفرط للموارد الجوفية والسطحية بالحامة و بومرزوق لتحاشي تكرار سيناريو الجفاف، لأنها برأيه موارد هشة، قائلا أنه يمكن تزويد هذه المناطق بتحويل الماء من جبل شطابة بدل الحديث عن حفر المزيد من الآبار بالمنابع محدودة الطاقات، و اعتبر المتحدث توفير مصادر الماء الخطوة الأهم مستبعدا تعميم التموين على مدار اليوم بتلك البلديات لأن مؤسسته تتعامل مع ما هو متوفر لديها. وعن نوعية المياه أفاد المتحدث أن التحاليل الميكروبيولوجية أظهرت مطابقتها بنسبة 80 بالمائة معتبرا وفرة المياه عاملا لتحسين نوعيتها كونه يحد من أخطار الاختلاط أو تسرب مواد غير صالحة، لكنه قال أن نسبة الكلس في مياه منبع الحامة غير مضرة بالصحة العمومية بقدر ما هي مضرة بالشبكات وتخلق إنسدادات، لذلك فقد أجلت عملية تجديد القنوات إلى غاية تنفيذ مشروع محطة لإزالة الكلس وهو مشروع يقول أنه قد اقترح على الجهات المختصة. مدير "سياكو" يعتبر تأمين التزود بالمياه أولوية وقال أن مخطط الأعمال لشركته يتضمن ربط المنشآت ببعضها لضمان التموين في حال حدوث أي مشكل بأحد السدود أو المحطات وهو عامل يراه إستراتيجي في عمل أي مؤسسة مشرفة على توزيع المياه، مشيرا بأن سياكو لديها برنامج لتجديد تدريجي للقنوات، فالون قدر معدل التزود اليومي للفرد بالولاية ب 250 لترا يوميا، حيث توزيع يوميا 100 مليون متر مكعب 2/3 منها تجلب من سد بني هارون وهو ما يفوق المعدل الوطني المقدر ب140 لترا يوميا والفرنسي الذي لا يزيد عن 120 لترا يوميا، معتبرا الرقم قريب من أعلى المعدلات في العالم، لكنه يرى أن ما أسماه بالاستهلاك المفرط يعود إلى وجود شبكات قديمة تضيع بها المياه ولظاهرة السرقة . منشط الندوة انتقد سلوكات عمال جزائريين وعدم جديتهم وقال أن التكوين حاليا يرتكز على خلق ثقافة جديدة للعمل و المناجمت وعلى تقديس العمل مفسرا ما واجه إدارته من صعوبات بالتحويل المفاجئ لطبيعة المؤسسة ودخول شريك خاص مشيرا بأنه تدريجيا يتم خلق تقاليد عمل جديدة مثلما تم خلق تقاليد إستهلاك جديدة بعيدة عن ثقافة التخزين.