احتدام المنافسة بين المشاركين في المسابقة تواصلت أمس الأول فعاليات الطبعة السادسة للمهرجان الثقافي الوطني للمالوف الذي عرفت سهرته الرابعة الحاملة لاسم الشيخ قارة بغلي عبد الرحمان مشاركة جمعيتي ليالي الأندلس الممثلة لولاية سطيف و اشبيليا ممثلة سوق أهراس. و كباقي السهرات تحوّل الركح يوم الثلاثاء إلى لوحة متكاملة الألوان بين اللباس التقليدي و النغمة الأصيلة التي حرصت الجمعيات على حسن انتقائها أملا في افتكاك إحدى المراتب الثلاث الأولى في هذه المسابقة الفنية الوطنية. و ستحيي سهرة اليوم الخميس التي ستحمل اسم الشيخ حسونة علي خوجة كل من الجمعية الموسيقية الأندلسية لسيدي بلعباس و فرقة الفنان بدر الدين بوشامة من قسنطينة، فيما ستكون السهرة ما قبل الأخيرة غدا الجمعة من إمضاء جوق النادي الأدبي و الثقافي السكيكدي، و فرقة الفنان سليم رفاس من عنابة و كذا جمعية النور الموسيقية الميلية. و للتذكير يعد الشيخ حسونة علي خوجة(1896 – 1971) الذي ستحمل سهرة الخميس اسمه واحدا من عمداء المالوف الذين كانت لهم عظيم الأثر على من تبعهم من فنانين و مريدي هذه الموسيقى العريقة، لما تمتع به من ذاكرة قوية مكنته من حفظ القرآن و جعلت منه مقرئا محبوبا لدى مرتدي مسجد الكتانية بالموازاة مع ذلك حرص على الحفاظ على الإرث الموسيقي المحلي لولعه الكبير بالموسيقى و احتكاكه برجال العلم و الفن و علماء المدينة آنذاك و على رأسهم الشيخ عبد الحميد ابن باديس. و المعروف عن الشيخ حسونة ولعه بمختلف أنواع الموسيقى التي شكلت فسيفساء الموسيقى القسنطينية كالمالوف و الزجل و المحجوز و العروبي، زادته معرفته الواسعة و حفظه للشعر و إعجابه بفحول الشعر العربي اتقانا للغة العربية، و بالتالي حسن الأداء و بشكل خاص فن الاستخبار الذي ترّبع طويلا على عرشه. كما تجدر الإشارة إلى السهرة ما قبل الأخيرة التي ستنتهي معها مسابقة المهرجان و التي ستحمل اسم الأستاذ و الشيخ الفذ عبد القادر تومي سياف(1906 - 2005) الأب الروحي لأشهر فناني قسنطينة لحرصه على تعليمهم فن المالوف على أصول علمية بتلقينهم و حثهم على تعلم السولفاج، فكان خير أستاذ و رئيس جوق.