تنطلق اليوم بقاعة ''ابن زيدون'' (رياض الفتح)، فعاليات الطبعة الخامسة للمهرجان الدولي للموسيقى الأندلسية والموسيقى العتيقة وتستمر إلى غاية الثلاثين من الشهر الجاري وهذا بمشاركة فرق محلية وأجنبية قدمت من عدة دول لتعرض أجمل مواهبها الفنية. وستكون بداية التظاهرة بإحياء حفل من تنشيط إسماعيل حاكم من الجزائر (من مؤسّسي جمعية ''الراشدية'') بالإضافة إلى شيرين وراناجيت سانغوبتا من الهند. ويعرف عن شيرين أداؤها للغناء منذ طفولتها بيّد أن زوجها راناجيت مشهور بعزفه على آلة ''سارود''. وسيتم إحياء سهرة الغد من طرف جمعية ''المقام'' من قسنطينة التي ظفرت بالجائزة الأولى لمهرجان المالوف وكذا الفرقة الاسبانية ''ارتموندولين'' المتخصّصة في الموسيقى الباركوية. وستشارك أيضا في هذه التظاهرة فرق أخرى على غرار العازف على القيتار ميشال سندفسكي، فرقة المالوف التونسية، الفرقة السورية ''أورنينا حلب''، جمعية ''أحباب العربي بن ساري'' التي تحصّلت على الجائزة الأولى للمهرجان الوطني لموسيقى الحوزي والفنان الصيني مين كسايو فان وفنان المالوف العربي غزال. كما سيعرف هذا المهرجان حضور الثنائي البرتغالي بدرو خويا وريكاردو ريبيرو، فنان المالوف توفيق تواتي، العازفة الإيطالية على الكمان كريسيتا بيلو، الجمعية الثقافية ''مصطفى بلخوجة'' من وهران، فرانسوا بوني، جمعية ''المخطوبي'' وجوق مكناس، ''الثنائي أكسيوما'' المهتم بالعزف على القيتار، بوتي محمد بروجاكت في طابع الجاز، لتكون خاتمة التظاهرة بإحياء حفل من تنشيط الثنائي الاسباني فرانشيكو أوروزكو وألفاروز غاريدو والجوق الجهوي للعاصمة تحت قيادة الفنان زروق مقداد وتكريما للفنان الراحل عبد الكريم دالي. بالمقابل سيكون هذا المهرجان مناسبة لإعادة إحياء ذكرى الأسلاف من فنانيّ الموسيقى الأندلسية والعتيقة، حيث سيتم في هذه الطبعة تكريم الفنان شيخ التومي سيف عبد القادر الذي رحل عنا سنة ,2005 وولد هذا الفنان سنة 1906 بقسنطينة واقتحم عالم الموسيقى من باب زاوية حنسالة التي كان يسيّرها الشيخ احمد البسطنجي، كما عمل بأركسترا عمر شقلب، بينما تعلّم السولفاج على يديّ البروفسور غلوفاني ليتمكّن بعد تكوينه في عالم الموسيقى من تدريس الموسيقى في المدرسة الفرنسية للمسلمين من سنة 1963الى عام .1985 وكان للشيخ تومي الفضل في إحياء الفرقة الموسيقية ''محيي الفن'' التي أنشأت سنة ,1936 بالإضافة إلى تعليمه لمبادئ الفن للعديد من فنانينا وعلى رأسهم الفنان الحاج محمد الطاهر الفرقاني، ليرحل سنة 2005 بعد مسيرة فنية ثرية خالدة. أما عن الورشات المنظّمة في الطبعة الخامسة للمهرجان، فستكون مفتوحة على الشباب المحبّ للفن والراغب في إتقان أبجدياته وهذا في القاعات المختلفة لرياض الفتح، علاوة على تمكين الجمهور من طرح العديد من الأسئلة على الفنانين بعد أدائهم لوصلاتهم وهذا حتى يتعرّفوا عن قرب على فنيات وتقنيات الموسيقى العتيقة والأندلسية.