سوريون يتسولون بباحات المساجد العتيقة بعنابة تشهد عديد المساجد وسط مدينة عنابة في الفترة الأخيرة ظاهرة غريبة ، تتمثل في توافد أعداد من الرعايا السوريين المتواجدين ببلادنا للتسول والإلحاح على طلب الصدقة ،، متحججين بأزمة وطنهم ومعاناتهم في إيجاد مكان للمبيت والأكل بعد انقطاع الإعانات التي كانت تصلهم من عائلاتهم التي تعاني تحت وطأة أعمال العنف هناك . السوريون بعنابة أغلبهم مقيمون بصفة دائمة ، يمارسون نشاطات تجارية مختلفة كمحلات بيع الحلويات الشرقية، والمأكولات الخفيفة و" الشوارمة "، و حفر الآبار .. واستغل عدد منهم سيما المتوافدون حديثا على بلادنا، اتفاقية إلغاء التأشيرة بين سوريا والجزائر والمتعامل بها منذ أعوام للدخول بقوة إلى الجزائر بحثا عن الاستقرار ولقمة العيش، في حين لا يزال آخرون يبحثون عن مخرج لوضعيتهم الاجتماعية والمعيشية الصعبة ، والتي انعكست سلبا على واقعهم المعيشي ، فلجأوا إلى التسول. يتركز نشاط المتسولين السوريين بمساجد وسط المدينة ، فيتنقلون من مسجد لآخر ، أحيانا يكونون فرادى وفي أوقات أخرى يكونون مع عائلاتهم يطلبون يد العون من المحسنين بعد الفراغ من كل صلاة يرددون عبارات جارحة بالقول " أعينوا أخوانكم المنكوبين الهاربين من جحيم الحرب لنحصل على لقمة خبز ونؤمن إقامتنا بالفندق حتى نجد مخرج لمعاناتنا ". يلقون تعاطفا كبيرا من المصلين بتقديم يد العون بما تيسر من المال في سبيل التخفيف من معاناتهم . وتوسعت الظاهرة لتشمل مساجد باقي الأحياء و البلديات. السوريون الذين دخلوا الجزائر عبروا الحدود قادمين سواء من الجزائر مباشرة أو من وليبيا وتونس حيث تشير الإحصائيات إلى دخول 6 ألاف لاجئ سوري الجزائر منذ اندلاع أحداث العنف . هم يعيشون ظروفا صعبة . لكن منهم من عادوا لبلدهم بعد تحسن الأوضاع في بعض المناطق التي جاؤوا منها. وغالبية هؤلاء الوافدين يتمركزون بولاية الوادي وكذا بعنابة ( ؟؟ ) التي يحلون بها عن طريق الحدود البرية مع تونس .. تزايد عددهم في الأشهر الأخيرة مع تزايد أعمال العنف خاصة وقدوم شهر رمضان. حيث تقلصت الإمدادات بالمواد الغذائية اضافة إلى الحصار المفروض على النظام السوري من قبل عدد من الدول الأوروبية ، لتتعقد الأزمة أكثر مع نفاد مخزونات المواد الأساسية والأدوية و استمرار أعمال العنف لأكثر من عام ونصف دون أن تأخذ طريقها إلى الحل ويبقى الضحية هو المواطن البسيط الذي أصبح يهرب لينجو بعائلته من القتل. فبعد النزوح نحو الدول المجاورة كإيران وتركيا توسعت الهجرة والفرار نحو الجزائر في رحلة للبحث عن مكان آمن في انتظار استقرار الأوضاع في بلاد الشام. تجدر الإشارة إلى أن ظاهرة تسول السوريين لطلب يد العون بدأت بالعاصمة لتنتقل إلى ولاية عنابة بحكم قربها من الحدود التونسية قادمين من عدة دول مجاورة . مصالح الأمن المختصة فتحت تحقيقا في الظاهرة لتحديد هويات الوافدين ومدى حاجتهم الفعلية للإعانات لتفادي تحويل هذه الأموال إلى وجهات أخرى .