تعرف ولاية تبسة هذه الأيام ظاهرة متكررة متمثلة في انتشار أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين الذين يتنقلون بين أحياء المدينة ومحالها من أجل التسول واستعطاف المواطنين، وفي غياب كلي لمراكز متخصصة لإيواء هؤلاء النازحين أو تكفل ملموس من طرف سفارة بلادهم يعيش هؤلاء على ما يقدمه لهم المواطنون من إعانات وسط حالة من البؤس. اقتربنا من أم حبيب النازحة من إحدى قرى حلب فروت لنا قصتها وكيفية تدمير الجيش السوري لقريتها ما اضطرهم للنزوح والهرب من منازلهم. كما حدثتنا عن الطريق الشاق الذي قطعوه من الأردن مرورا الى سيناء ومن ثمة اجتازوا الحدود الليبية التونسية فالجزائرية لينتهي بهم المطاف في مدينة تبسة. وعن سؤالنا لها عن سبب اختيار الجزائر كوجهة بدل تركيا أو غيرها من الدول العربية تباينت الإجابة بين أم حبيب ورفيقاتها حيث أكدت لنا أم حبيب أن الأقدار هي التي حملتها الى أرض المليون شهيد وأنها لا تشك في كرم ورحمة الجزائريين. بينما أكدت رفيقاتها أن السبب هو أنهم يملكون معارف وأقارب استقروا في الجزائر لكن وبمجرد وصولهم للجزائر انقطعت أخبارهم وضيعوا عناوينهم فلم يجدوا عائلا ولا مأوى. هذا وقد اطلعنا على الأوراق الثبوتية وجوازات السفر التي يحملها هؤلاء النازحون فتبين أن جل هؤلاء النازحين قد غادروا التراب السوري في شهر أفريل الفارط أي في أوج الأزمة السورية، فيما رفض آخرون إطلاعنا على أوراقهم وجوازاتهم. وعن ردود فعل المواطن التبسي تجاه هذه الظاهرة الجديدة أكد لنا المواطنون عن استيائهم البالغ مما يحدث في سوريا وعن تدني الأوضاغ الإنسانية وترديها وأكدوا وقوفهم وتضامنهم مع هؤلاء اللاجئين. وقد قام أحد المواطنين بتسليم مبلغ معتبر من المال لرب عائلة سورية لاجئة كان يتسول في مسجد حمزة الواقع في حي طريق عنابةبتبسة فيما تكفل آخر بتوفير المأوى لعائلة أخرى.