تلقت مصالح الأمن الوطني تعليمة خاصة، تقضي بضرورة توسيع عمليات المراقبة على مستوى المساجد التي شهدت في الآونة الأخيرة بروز ظاهرة غريبة، تتمثل في توافد عدد معتبر من أفراد الجالية السورية المتواجدة ببلادنا على بيوت الله للتسول والإلحاح على طلب الصدقة، متحججين بأزمة وطنهم ومعاناة عائلاتهم هناك، وهو ما تمت ملاحظته بالعديد من المساجد بالعاصمة بشكل خاص والمدن الكبرى عموما.. وقد اتضح لمصالح الأمن بعد تحقيق أولي، أن الظاهرة ليست عادية وأن تسول السوريين لم يكن نتيجة الفقر أو الحاجة، بل لأغراض أخرى. وستعمل مصالح الأمن وفق التعليمة التي تلقتها نهاية الأسبوع الماضي على التصدي لهذه الظاهرة الغريبة على الجالية السورية المقيمة بالجزائر، والتي تستنكر مثل هذه الممارسات، وستعمل على توقيف كل من يتم ضبطه متلبسا ويمارس التسول، علما انه تم مؤخرا توقيف عدد معتبر من السوريين الذين دخلوا حديثا الى الجزائر وبأعداد كبيرة وذلك على مستوى عدد من مساجد العاصمة والذين تم التحقيق معهم، ليتبين أنهم ليسوا متسولين بفعل الحاجة والفقر الناتج عن الوضع القائم حاليا بسوريا، بل لأغراض أخرى. ويشير مصدر أمني الى احتمال قيام بعض السوريين المقيمين حديثا ببلادنا، بتحويل الأموال التي يتم جمعها عن طريق التسول الى أطراف داخل سورية، وذلك بعد ضبط تحركات مشبوهة لهم على مستوى بعض البنوك الأجنبية الناشطة بالسوق الوطنية، والتي تمارس عمليات التحويل السريع للأموال، مما يرجح فرضية قيام هؤلاء بتمويل جماعات تخريبية أو متطرفة داخل سوريا أو خارجها وهو ما تعمل مصالح الامن على التصدي له. وقد استغل عدد معتبر من السوريين المتوافدين حديثا الى بلادنا، اتفاقية إلغاء التأشيرة بين سوريا والجزائر والمتعامل بها منذ أعوام للدخول بقوة الى الجزائر بحثا عن الاستقرار ولقمة العيش، فمنهم من يمارس فعلا نشاطا تجاريا بفتح محلات تجارية لبيع الحلويات الشرقية او الخياطة او بيع الملابس الجاهزة، في حين لا يزال آخرون يبحثون عن مخرج لوضعيتهم الاجتماعية والمعيشية الصعبة، فيما يستغل البعض منهم طيبة الجزائريين وتعاطفهم مع الأوضاع الصعبة القائمة بسوريا والتي انعكست سلبا على واقعهم المعيشي لأغراض أخرى، لا تريد الجزائر ان تساهم فيها بأي شكل من الأشكال.