أعمال تخريب بمصلحة الاستعجالات بالمستشفى الجامعي عقب وفاة شاب شهدت ليلة الأربعاء إلى الخميس مصلحة الاستعجالات الطبية بالمستشفى الجامعي بقسنطينة أعمال تخريب كبيرة و محاولة للاعتداء على الطاقم الطبي المناوب عقب وفاة شاب أثناء عملية جراحية، في وقت ندد فيه عمال المؤسسة بغياب الأمن. مصلحة الاستعجالات و بداية من الواحدة صباحا عاشت حالة من الغليان و الفوضى بعد قيام مجموعة من الشباب المخمور و الذين قارب عددهم ال40 شابا حسب ما أكد شهود عيان بتحطيم نوافذ المصلحة و بعض التجهيزات الطبية بعد أن تم إعلامهم بأن صديقهم الذي دخل غرفة العمليات قد توفي. و أكدت إحدى عونات التخدير التي كانت ضمن فريق المناوبة بأن الشاب المتوفى البالغ من العمر 23 سنة قد وصل إلى المصلحة مرفوقا بمجموعة من الشباب متعدد الإصابات مما استدعى تحويله بشكل مباشر على غرفة العمليات و ذلك بداية من التاسعة ليلا و إلى غاية الواحدة صباحا عندما توقف قلبه عن النبض بسبب الإصابات الخطيرة التي كانت بينها إصابة على مستوى الرأس. و فور إعلام أهل الضحية بوفاته، انقلبت الأوضاع و تحولت المصلحة إلى ساحة حرب عندما تهجم الشباب على جناح الجراحة و قاموا بتحطيم زجاج النوافذ و الأبواب محاولين اقتحام غرفة العمليات من أجل الاعتداء من الفريق الطبي الذي اتهموه بالتسبب في وفاة الشاب الذي أكدت مصادرنا بأنه سقط أثناء محاولته التقاط هاتف النقال الذي سقط منه بجوار نصب الأموات، مؤكدين بأن الفاعلين كانوا يحاولون قتلهم. مصادرنا أكدت بأن الفريق الطبي اضطر إلى الاختباء داخل غرفة التعقيم و نام البعض منهم على الأرض لكي لا يتمكن الشباب الغاضب من رؤيتهم في انتظار تدخل قوات الأمن التي وصلت متأخرة حسبهم و بعد مرور أزيد من ساعة من الزمن على طلب التدخل بعد أن عجز أعوان الأمن الداخلي التابع للمستشفى عن وقف الاعتداء الذي خلق حالة طوارئ داخل المصلحة. و ندد الطاقم الطبي و كل عمال المصلحة بغياب الأمن الذي يطرح في كل مرة، خاصة و أن أعوان الأمن غير قادرين على مواجهة من يدخلون إلى المصلحة التي قالوا بأن السماح لأي كان بدخولها يخلق إشكالا و يعرض الجميع لاعتداءات، و هو المشكل الذي طرحه عدد كبير من عمال المؤسسة الذين قالوا بأنهم يتعرضون أثناء تنقلاتهم بين المصالح من أجل المناوبة خاصة في ليلا لمختلف أنواع الاعتداءات سواء من قبل البشر أو من قبل حيوانات مثلما حدث مع الكثيرين، مطالبين بضرورة تأمين كل المداخل و منع الدخول غير المبرر. مدير المستشفى الذي اعترف بنقص الأمن بالمؤسسة اجتمع أمس الأول بالطاقم الطبي الذي تعرض لمحاولة الاعتداء، طالب بحماية المؤسسة و عمالها، و تحدث عن ضرورة إعادة النظر في كل المسالك المؤدية للمستشفى، في حين طالب المعنيون بضرورة خلق مركز أمن ثابت داخل المؤسسة، وقد فتحت مصالح أمن ولاية قسنطينة تحقيقا في القضية كما قال مصدر مسؤول بمديرية الأمن الولائي التي أكدت عدم توقيف أي من الفاعلين إلى غاية نهار أمس. يذكر أن مصلحة الاستعجالات الطبية بمستشفى ابن باديس و بعض المصالح الأخرى تتعرض في الكثير من الأحيان للاعتداءات من قبل عائلات المرضى أو اللصوص و حتى الكلاب الضالة، و هو ما يطرح مشكل غياب الأمن الذي يضع الجميع في حالة الخطر و يجعلهم يدقون في كل مرة ناقوس الخطر لطلب توفير الأمن.