البحر يحتفي بالشعر في مهرجان دولي بسكيكدة احتفت الأسبوع الماضي رابطة النشاطات الثقافية والعلمية للشباب بعيد مهرجانها الشعري التاسع للنوادي الأدبية والفكرية للشباب، وبإشراف مديرية الشبيبة والرياضة لولاية سكيكدة، وديوان مؤسسات الشباب وبرعاية وزارة الشباب والرياضة كانت الخمسينية في غاية النجاح، خاصة وأن المهرجان ارتبط بعيدي الاستقلال والشباب. متابعة: ناصر معماش وما زاد في فرح المناسبة انضواؤها تحت شعار: خمسون قمرا لسماء واحدة،،، أي بالمختصر المفيد خمسون قصيدة لوطن واحد أو خمسون نصا لذاكرة واحدة أو خمسون انتماء لأرض واحدة.وقد كانت الأمكنة الأربعة التي شهدت المهرجان حيثيات أشغال المهرجان شاهدا على كثير من الأحداث والأحاديث، خاصة وأن الطبعة التاسعة استضافت سبعة عشر أديبا عربيا جاؤوا ليضيفوا للشعر نكهة حلاوته وللبحر زرقة صفائه و للقل المدينة العجيبة طيبة أكثر وجمالا طبيعيا ادوم.ولا شك أن العاشرة ستكون بداية جديدة لنص شعري أجود. افتتاح على مراسيم اللهجات العربية في جلسة الافتتاح، وبعد المراسيم البروتوكولية من كلمات المسؤولين والمشرفين على المهرجان، استمتع الجمهور الحاضر بالشعر بمختلف ألوانه وطبقاته وتشرفت منصة (سينما شولوس بالقل) بأصوات من دول عربية مختلفة معز العكايشي من تونس، حسن رعد من لبنان، هاني الصلوي من اليمن، سالم يحي العلبيري من السعودية، منى حسن محمد من السودان، يوسف عفط من ليبيا، سميرة عبد الله عبيد من قطر،عائشة فقري من المغرب،شمس الدين حميد (موريطاني مغربي)، منعم الفقير من العراق، يوسف وغليسي من الجزائر، وغبرهم من الشعراء الذين صبوا جام جمالهم في فضاء القاعة و ما زاد الافتتاح تفتحا وابتهاجا براعم الشاعرة سكينة بلعابد في أنشودتين وطنيتين وانشودة ترحيبية بالضيوف ا.واستحق فعلا المنظمون عربون شكر وعرفان بالجميل لما قدموه من سهر على توفير الجو المناسب للشعر. توصيات رئيس لجنة التحكيم للمتنافسين الشباب تحدث الأستاذ العربي حمادوش حديث الشجون والقلوب مخاطبا الشعراء الشباب الحاضرين المتأهلين للتنافس على المراتب الخمس الأولى.موجها ومرشدا ومحفزا ومتوعدا الذين تسول لهم أنفسهم التحايل والتماهي في نصوص غيرهم، وأعطى كل الشروط من أجل تحسين مستوى الآداء سواء في جانب الكتابة أو في ظاهرة الإلقاء، وتجاوب الحضور معه، وفهم الشعراء ما يجب عليهم فعله، وهو ما تأكد في جلسات الأشغال خلال الأيام الخمسة للمهرجان. الورشات النقدية وتقنية تقيف الشاعر على المباشر شهدت قاعة المخيم التابع لوزارة الشباب والرياضة جلسات حوارية، قًدمت في شكل ورشات، وتمحورت في هذه الطبعة في محورين أساسيين: القصيدة الحداثية معيارية الرمز، أسئلة التجاوز، والقصيدة الثورية الجزائرية ورهانات الشعرية، وتحاور المداخلون مع الشعراء لتمتد التساؤلات إلى خارج زمن الورشات وهو ما خلق جوا من التفاعل والجدل داخل المخيم وحتى أثناء وجبتي الغذاء والعشاء. وقدم كل من طارق الناصري ومعز العكايشي وحليمة قطاي وسوسن ابرادشة وسعاد بن ناصر والعربي حمادوش مداخلاتهم مرفقة بتعقيبات مباشرة امام الحضور استزادة للمعرفة لكل من عبد الحليم مخالفة ويوسف خشيم وناصر معماش وحسن دواس، وكان المشكل الوحيد الذي صادف هذه الرحلة المبهرة عدم كفاية الوقت لكثرة مسائل الخلاف. الجلسات الشعرية المسائية وحوار الشعر للشعر خلال أيام الهرجان، حددت لجنة التنظيم توقيت السادسة مساء للبوح الشعري للشعراء المشاركين خارج المنافسة من أجل أن يسترشد بتجاربهم الشعرية الشعراء الشباب المتنافسون، وقد توالت الأسماء والنصوص على منصة قاعة السينما واتحفت الحضور بأجمل البوح وأرقى الكلام واستمتع الكل بهديل حمائم الشعر وأغاريد بلابل البلاغة وقد استضاف المهرجان اسماء عديدة،، باديس سرار وياسين أفريد، وعبد الحليم مخالفة، ونورالدين لقرع، وناصر معماش، وحسن دواس وحسنة بروش و... والشعراء العرب الذين وجدوا متنفسا للقراءة/ وكانت بالفعل أجواء التقى فيها الشعر الجزائري بالشعر العربي ليخلص المشاركون إلى أن الجزائر- فعلا –بلد شعراء- بامتياز. 5- الجلسات الليلية للتنافس والتقييم ربما أن أجمل اللحظات التي عاشها المشاركون تلك التي نُظمت ليلا بعد العشاء في ساحة المخيم وفي الهواء الطلق، حيث جرت أشغال المنافسة الشعرية بين الشعراء، والأغرب أن النصوص المنافسة كان عددها خمسين، والمناسبة كانت الخمسين والفائزون كانوا خمسة، وبالفعل فالجلسات كانت تستمر إلى غاية منتصف الليل أو بعده بساعة. واستطاع الشعراء المتنافسون أن يقدموا نصوصهم في الهواء الطلق ودون مكبر صوت وتابعت لجنة التحكيم النصوص مكتوبة وملقية لتقدم تقييمها النهائي في جلسة سرية كان ختامها اختيار خمسة نصوص جيدة ومشرفة جدا. وأخيرا،، حفل الاختتام في اليوم الخامس من أيام المهرجان، تنقل الوفد إلى مدينة سكيكدة حيث اختتمت الأيام بقصر الثقافة والفنون وفي قاعته التي أدهشت الضيوف، وكان الحفل مساء وبحضور السيد الأمين العام للولاية ومدير الشبيبة والرياضة ومدير الثقافة ومدير قصر الثقافة وعدة شخصيات وطنية ومحلية. واستمتع الجمهور بقراءات شعرية للضيوف العرب والجزائريين لاقت تجاوبا منقطع النظير من القاعة، ثم كرمت لجنة التنظيم كلا من السيد محمد مطلاوي وعبد الله طالبي لتقاعدهما من القطاع. وهي التفاتة طيبة من المؤسسة، كما كُرم الوفد العربي من الشعراء. وأعلنت لجنة التحكيم عن الفائزين في المسابقة. وقرأ الكل فاتحة الختام على أمل اللقاء في الطبعة العاشرة.