عرائس تزف حافيات بدون مكياج بمهر لا يتجاوز 20 سنتيم بوسط غرب البلاد لاتزال العديد من العائلات يبعض الولايات الواقعة وسط غرب البلاد كالشلف وعين الدفلى وغيلزان وغيرها من المناطق التي استقرت عبر التراب الوطني متمسكة بعادات و تقاليد الوالي الصالح سيدي معمر بن عالية الذي يتواجد ضريحه بالمكان المسمى خمس نخلات شمال الشلف ، الذي دعا ذريته إلى اتباع وصيته قبل وفاته، ومنها عدم الغلاء في المهور اعتبارا أن المرأة ليست سلعة تباع وتشترى تيسيرا للشباب على الزواج و الحد من ظاهرة العنوسة التي استشرت في الوسط المحلي، حيث كان يشترط ألا يتعدى المهر الذي يدفع للعروسة 4"دورو ". وهي الوصية التي توارثتها العائلات التي تتبع عرف سيدي معمر المدعو "بومكحلة "إلى غاية الآن . ويرون أن أي محاولة للتملص من هذه العادات ستصيب أهل العروس أو العريس باللعنة . ومن بين العادات التي لازالت قائمة كما أخبرنا بعض سكان الشلف بالإضافة إلى المهر الذي لا يتجاوز 4 دورو "20 سنتيم حاليا "إلى جانب قنطار من مادة السميد وكبش وسبعة كلغ من مادة السمن لإعداد الطعام تدفع قبل أربعة أيام عن موعد الفرح ، لا يمكن للخطيب المتقدم أن يشترى هدية لخطيبته مهما كان ثمنها أو قل وزنها إلى غاية مرور أسبوع من حفل الزفاف . وفي تقدير بعض من تحدثنا معهم فهذه الطريقة من بين الأمور التي وضعها الولي الصالح كشروط ميسرة للزواج وأضحت صالحة رغم مرور الحقب و السنوات لجيل اليوم رغم تطور و التحول المدهش لمظاهر الحياة داخل المجتمع . وحسب الروايات المتداولة بين هذه العائلات فإن سيدي معمر بن العالية كان له بنات و قد زوجهن بصداق يسير ، وأنه كان سيقبل بتزويج ابنته برزمة من "السمار"وهو نبات بري يستعمل لطهي خبز الدار ، لولا خشيته على سمعة ابنته من تهكم الناس . ويؤكد سكان من منطقة خمس نخلات الذي يتواجد به ضريح الوالي الصالح عدم تأثر هذه العادة بتطور المجتمع وعدم مجاراتها "للموضة" حيث تحتفظ العروس بشكلها الطبيعي ، فتغادر بيت أهلها بدون مساحيق أو مكياج ، ولا ترتدي حلى ومجوهرات ، باستثناء لباس ابيض ناصع وهي حافية القدمين ، وعند وصولها إلى بيتها الزوجية تستقبل فوق بطانية صوف الخروف أو ما يسمى محليا "هيدورة "حيث تربط يديها ورجليها بالحناء . ومن بين العادات المتأصلة وقد توارثتها عديد العائلات حتى غير المنتمية لهذا العرف أن الوفد المرافق للعروسة لا يتناول الأكل المقدم للضيوف وليس بوسعهم استهلاك الماء أو المشروبات الغازية و القهوة إلا بعد سماع خبر مفرح عن ابنتهم بعد ليلة الدخلة ، لتنطلق الاحتفالات الرسمية و الزغاريد المدوية من النساء و المرافقات للعروس ، كدليل على محافظة المرأة المعمرية على شرفها لتصطحب بعد ذلك في موكب كبير إلى أقرب حمام يتم فيه قص الشعر لتتزين لزوجها ، وأخذ ما طاب لها من مستحضرات التجميل ، كما يقوم أهل العروس و العريس بنثر حرا شيق السمك حتى تنجب البنين و البنات .