تزخر ولاية الشلف بعادات وتقاليد ما تزال راسخة تتوارثها الأجيال لحد الآن، ولعل أهم هذه العادات الزواج العرفي أو أو ما يسمى ''سيدي معمر''، الذي أصبح عادة لا يتنازل عنها سكان المدنية بالخصوص أهل تنس. البداية كانت لما حدد سيدي معمر وهو ولي صالح ومن تلامذة العالم والفقيه سيدي معيزة الذي يحمل اسمه المسجد العتيق بتنس الساحلية، مهر الزواج ب 20 سنتيما ذهبية تدفع لأهل العروس، لتبقى هذه العادة راسخة بين مختلف الأهالي، خاصة بمنطقة تنس. ومنذ الاعلان عن القران بين الزوجين عن طريق الخطبة أو قراءة الفاتحة، يقوم أهل العريس بدفع قطعة نقدية تقدر ب ''أربعة دورو'' لأهل العروس بالإضافة الى 07 كلغ من السمن و''الدهان'' يتقدمها ''الكبش'' وفق شروط العرس التقليدي... الى جانب التصدق بثلاثة صيعان من الدقيق للفقراء اكراما واحتراما للعرف، وهذا قبل 4 أيام من موعد الزفاف، في المقابل يمنع على العروس وفقا للأعراف أن تتجمل بوضع المساحيق أو مواد التجميل وايضا وضع الخاتم أو الحلي والمجوهرات، ليتم بعدها الزواج على طريقة سيدي معمر، وقبل خروج العروس من بيت أهلها يتم أخذ جلد الخروف ويوضع على الأرض بشكل مقلوب وبعدها توضع ''القصعة'' المعروفة بولاية الشلف ''بالجفنة'' لتجلس عليها العروس ثم توضع لها الحنة في يديها ورجليها، لكن الشرط الاساسي في هذا العرس هو أن تخرج العروس من بيت والديها حافية القدمين. وتستمر طقوس الزواج في تنس بزفاف العروس الى بيت عريسها، وهناك يتناول أهلها الطعام أو نوع من المأكولات في دار العريس، خاصة في اليوم الأول وفي اليوم الموالي، وحسب الاعتقاد السائد لدى سكان مدينة تنس، يؤتى للعروس بسمكتين وتوضع حراشفهما في حجرها للتبرك بكثرة البنين والبنات. ولا يقتصر عرس سيدي معمر على العادات التي ذكرناها، بل هناك عادات أخرى تتم في الأيام الأولى لتواجد العروس ببيت عريسها حيث تجتمع العائلات في دار العريس في اليوم السابع بعد رجوع العروس من الحمام، ويتم قص قليلا من شعرها دلالة على أن البنت أصبحت امرأة، وفي المقابل فهناك غضب ضد كل من يخالف عرف سيدي معمر، وحسب الأعراف والحكايات التي يرويها سكان مدينة تنس، فالأزواج الذين خالفوا هذه العادات تعرضوا لمشاكل مختلفة منها اصابة المرأة بالعقم أو صعوبة حملها، لذا يجب عليها في هذه الحالة أن تعيد ارتداء لباس سيدي معمر المعروف باسم ''القمجة'' وهي عبارة عن قطع من القماش مربوطة ببعضها البعض لونها أبيض وأحمر، كما يشترط أن تتولى عجوز إلباسها ثم تضع لها الحناء في يديها ورجليها وتخرج حافية القدمين من بيت أهلها وكأنها تتزوج لأول مرة، وتسمى هذه العملية في عرف سيدي معمر ''بتسوسي'' حتى تبعد عنها المصائب وتفكر جليا في عدم مخالفة عرف سيدي معمر، الذي يبقى شاهدا على عادات وتقاليد بقيت راسخة لحد الآن. يذكر أن ''سيدي معمر'' له دور كبير في القضاء على مشاكل العنوسة وإتمام نصف الدين بالمنطقة.