ملايين التهاني عبر "الفايس البوك" مقابل انحسار رسائل الهاتف النقال لوحظ في رمضان 2012 إقبال كبير على صفحات "الفايس البوك" و نشاط غير معتاد أياما قبل حلول الشهر الكريم ،خصصها المبحرون لتقديم التهاني و التمنيات بالصيام لكل المنتمين لصفحاتهم ،كما تفنن العديد منهم في تركيب صور خاصة برموز شهر الصيام في الوقت الذي كادت تغيب فيه رسائل "الأس أم أس " عبر الهواتف النقالة. تبادل الجزائريون ملايين التهاني عبر شبكة التواصل الإجتماعي "الفايس بوك" بمناسبة حلول الشهر الكريم ،حيث حملت تلك الرسائل صورا و دعوات و ابتهالات أبدع فيها بعض "الفايسبوكيين" و تناقلها البعض الآخر لترسم نموذجا جديدا لعادات و تقاليد تسعى للتأقلم مع هذا التطور التكنولوجي ،و أصبح هذا الرابط الإلكتروني وسيلة جديدة لصلة الرحم و تقوية الروابط العائلية من خلال الخدمات التي يقدمها ، خاصة و أن هذه الشبكات الإجتماعية تسمح بنقل رسالة واحدة للمئات من المشتركين في صفحة واحدة فقط أينما كانوا داخل أو خارج الوطن مما يسهل عملية تبادل التهاني التي كانت تفرض إرسال عدد من التهاني حسب عدد الأفراد على النقال . وقد تمكن ملايين المبحرين الجزائريين من تبادل أكثر من تهنئة بمناسبة رمضان أياما قبل موعد رمضان ، امتزجت فيه التهاني بالدعاء و الإستغفار و تقديم النصائح الدينية و الإجتماعية و الصحية للصائمين . فبضغط الزر مرة واحدة فقط تستطيع أن تحصل على العديد من المعلومات في هذا الإطار يقدمها المشتركون في الصفحات الفايسبوكية الذين تضاعف نشاطهم خلال هذه الفترة الأخيرة .كما عمد البعض الآخر لتقديم التهاني على المباشر من خلال اللجوء لإستعمال الكاميرا و التحدث مع عائلته أو أصدقائه خاصة الذين يصومون في ديار الغربة ووضعهم في الجو العائلي و نكهة رمضان وسط اللمة حول مائدة الإفطار . و من أجل هذا يقول البعض أنهم اقتنوا كل اللوازم و الأجهزة التي تمكنهم من الإتصال بذويهم خارج الوطن باستعمال الكاميرات خاصة وقت الفطور أو حتى للسهرة .و يقول آخرون أن ذويهم المغتربين هم من جلبوا لهم هذه التجهيزات ليحضروا معهم كل المناسبات العائلية على المباشر خاصة في رمضان. وقد ظهرت الصفحات "الفايسبوكية" منذ أسبوع تقريبا بحلة دينية ،حيث غير المشتركون أساليب طرحهم للمواضيع و نشرهم للصور التي اقتصرت على الآيات القرآنية و فيديوهات الوعظ و الإرشاد و منشورات الأدعية و الإبتهالات و حتى النصائح من أجل ضبط النفس و التصالح مع الآخرين و نبذ العنف و الضغينة و غيرها من صور التكافل الإجتماعي الذي نقل نشاطه للعالم الإفتراضي لدى الجزائريين بعدما بدأ يتناقص في العالم الواقعي. و هكذا انتقل "الفايسبوكيون" من صور المجون و السخرية و العري و غيرها من مظاهر الإنحلال إلى الوعظ و الإرشاد و التكافل و نداءات المساعادة وفعل الخير ...،و هذا ما يترجم فعلا عمق التضامن بين أفراد المجتمع الجزائري الذين تضامنوا هذا العام أيضا مع العديد من المسلمين عبر العالم و خاصة في الدول العربية التي تواجه ظروفا أمنية صعبة و على رأسها سوريا التي تكاد كل المنشورات الفايسبوكية للجزائريين تذكرها و تدعو لإعادة الأمن و الإستقرار لها إلى جانب الوضع في بعض الدول الإفريقية و هذا ما كان مستحيلا القيام به عن طريق الهاتف النقال . و هكذا تفوق "الفايسبوك" هذا العام على الهاتف المحمول الذي كان الوسيلة الأكثر استعمالا في مثل هذه المناسبات لكن تراجع هذا الإستعمال بسبب ضعف عدد الرسائل التي تناقلها الجزائريون عبره ،من جهة لارتفاع التكاليف مقارنة بالصفحات الإفتراضية و من جهة أخرى لغياب أية تخفيضات رمضانية مثلما تعود عليه مستعملو "البورطابل" الذي لم يعد يستعمل للتواصل إلا عند انقطاع الكهرباء الذي يعكر جو التواصل الإفتراضي أو تدني مستوى تدفق الأنترنت.