تبادل حوالي 3000 شخص على موقع صفحة "(أس· أو· أس الجزائر)، على الفايس بوك، صورة الشاب الذي لا يزال متواجدا منذ شهر ديسمبر من السنة الفارطة بمستشفى مصطفى باشا، بعد تعرضه لحادث مرور أليم ولم يتم العثور على أية وثائق بحوزة الشاب، أو الاتصال بذويه، الأمر الذي دفع بعض النشطاء على مستوى فايس بوك إلى وضع صورته، عسى أن يسهم ذلك في تعرف أي من أفراد عائلته أو جيرانه عليه، والاتصال بالقائمين على الصفحة على رقم الهاتف المرفوق بالنداء لأجل المزيد من المعلومات، ويختار الكثير من أصحاب نداءات البحث في فائدة العائلات فايس بوك لأجل نشر نداءات البحث وصور أبنائهم أو أقاربهم المفقودين، مع كافة المعلومات والبيانات الخاصة بالاتصال، كأرقام الهاتف، والإيميلات، واتجه الكثير من أهالي المفقودين إلى موقع التواصل الاجتماعي، بعد توقف حصة (وكل شيء ممكن) ووفاة منشطها المرحوم رياض بوفجي، حيث كانت الحصة قبلة الكثير من هؤلاء، وساهمت في إعادة العديد من المفقودين إلى عائلاتهم، وإدخال البسمة والفرحة لقلوب عدد كبير من العائلات الجزائرية، التي فقدت ابنا أو عزيزا، كما كانت الحصة الوحيدة التي تجمع كافة أفراد الأسرة، وتعبر بعمق عن مدى تضامن وتكافل الشعب الجزائري، والتفافه حول القضايا الإنسانية والاجتماعية· كما يلاحظ من جهة أخرى، لجوء بعض أهالي الأشخاص المفقودين سواء من كبار السن أو من الأطفال، إلى وضع ملصقات تتضمن الصور والمعلومات اللازمة، حول الشخص المفقود، وتنتشر غالبا بمحطات نقل المسافرين، أو بالأحياء وبالقرب من المحلات، وهي الظاهرة التي انتشرت بشكل ملفت للانتباه، بعد أن قلت الحصص التلفزيونية أو الإذاعية الخاصة بالبحث في فائدة الأشخاص والعائلات بشكل ملفت، إلا في حالات نادرة، ليكون الفايس بوك الملجأ الوحيد المتبقي لهؤلاء مع ما يوفره من سرعة في النشر وتعميم النداءات والأخبار بين مئات المشتركين في الوقت ذاته، ما يضاعف فرص إيجاد الشخص المفقود، لا سيما وأن المشتركين الذين قاسموا بتشارك النداء الموضوع، يكونون من مناطق مختلفة، ومن داخل وخارج الوطن، الأمر الذي يوسع دائرة البحث، ويرفع الأمل في قلوب العائلة المفجوعة بفقدان أبنائها أو بناتها، أو أحد أفرادها· وتمتلئ الصفحة المذكورة بالعشرات من نداءات البحث، بعضها عن أطفال في سنوات عمرهم الأولى، وبعضها الآخر عن مراهقين، وأخرى عن شيوخ أو عجائز، والملاحظ أن كثيرا من نداءات البحث تخص أشخاصا متخلفين ذهنيا، خرجوا من منازلهم العائلية قبل فترة زمنية قصيرة، أي أن كل النداءات تقريبا حديثة، تخص أواخر السنة الفارطة، أو بداية السنة الجارية، فيما أن بعض النداءات كذلك تخص أشخاصا في كامل قواهم العقلية، بعضهم مراهقون واختفوا منذ أيام قليلة، مثل حالة عائلة من سطيف نشرت نداء تبحث فيه عن ابنها البالغ من العمر 16 سنة، وقد اختفى في التاسع من شهر جانفي الجاري· ولعل الجميل في الأمر، أن المشتركين سواء على الصفحة، أو أصدقائهم، وكل من يصادف هذه النداءات، لا يتردد في ضغط زر (جام) أو (بارتاج) عليها، مما يتيح الفرصة لأجل وصولها إلى آخرين وهكذا، بغية المشاركة بشكل أو بآخر في توسيع دائرة البحث والمساهمة في إيجاد هذا الشخص المفقود أو ذاك، لإعادة الفرحة والطمأنينة إلى أفراد عائلته، وهو ما يؤكد مرة أخرى أن الشعب الجزائري، شعب متضامن، ومتكافل لا يفوت أية فرصة للخير، مهما كانت الظروف، ولعل التفكير في إنشاء صفحة للبحث في فائدة العائلات على موقع التواصل الاجتماعي الأشهر في الجزائر الفايس بوك، هي في حد ذاتها فكرة تستحق كل التقدير والإشادة