وقف الصيد بسد بني هارون بعد نفوق نوع معين من أسماكه أعطيت الأوامر مطلع الأسبوع الجاري للصيادين النظاميين العاملين بسد بني هارون بوقف نشاطهم على مستوى مياه سد بني هارون حتى إشعار آخر وذلك في أعقاب بروز ظاهرة نفوق نوع معين من ثروته السمكية ، التي تعيش في مياهه ويتعلق الأمر بسمك الذوع الذي هو من الشبوطيات التي تعيش في المياه العذبة ، ليس هذا فحسب بل أن الموت طال الطيور التي تغذت على هذه الأسماك الميتة خاصة طائر اللقلق. وبحسب المعلومات ،التي جمعتها النصر من أعضاء اللجنة الولائية لمراقبة المؤسسات المصنفة والتي ضمت في عضويتها ممثلين عن قطاعات البيئة ، الصيد البحري ، الفلاحة ، الري والدرك الوطني ، الذين تنقلوا لعين المكان ووقفوا على الظاهرة التي أبرز ما فيها مثلما صرح لنا البعض منهم هذه الأسماك( الميتة) المرمية على حواشي مياه السد باليابسة و فوق سطح مائه بمنطقة قيقاية ببلدية ميلة ، ناهيك عن طبقة ذات لون أخضر في شكل غبار تطفو فوق مياه السد ،حيث أخذت عينات من هذه المواد جميعا والدفع بها للمخابر المختصة ،التي ستبرز نتائجها نوع السموم ،التي أودت بهذا النوع من السمك وكذا الوقوف على مدى تلوث مياه السد والخطورة التي يشكلها على الكائنات الحية ،التي تعيش فيه ومستهلكيها والتي على ضوئها تعرف وتتحدد الإجراءات الضرورية الوقائية والعقابية الواجب اتخاذها في مثل هذه الحالات. ومثلما أشرنا من قبل فإن هذا النوع الذي أصابه النفوق قال عنه أحد المختصين أنه يتميز بصغر حجمه ووزنه ،الذي لا يتعدى النصف كيلو غرام ولا يعيش عادة في عمق المياه العذبة وإنما عند الحواشي وفي درجات حرارة تفوق ال 30 درجة وهو غير مستهدف أو مقصود من قبل الصيادين لضعف قيمته الاقتصادية ومردوده المالي حتى أن زراعته بالسد لم تكن مقصودة ولكن ذلك تم لاختلاطه بيرقات الأسماك الأخرى المفضلة عند الصيادين غير أن نفوقه طرح إشكالية كبرى تستدعي المتابعة والتخوف . وفي انتظار ظهور نتائج تحليل العينات المرسلة للمخابر المختصة والتحقيقات التي تمت مباشرتها فإن كل الفرضيات مطروحة حاليا منها الفعل المقصود أو غير المقصود مادامت مساحات كبيرة محيطة بمياه السد يتم سقيها منه وبطبيعة الحال فإن هذه المزروعات تستفيد من أدوية كيميائية وأسمدة مختلفة . في سياق آخر تجدر الإشارة إلى الجهات المختصة لا زالت في انتظار نتائج التحاليل لمعرفة الأسباب التي أدت إلى نفوق أسماك سد قروز بوادي العثمانية، الذي تناولته النصر في حينه والذي كما هو معلوم لا يسمح بالصيد فيه حتى هذه الساعة لأن إعادة تمييهه وزرع الأسماك فيه تمت من فترة قصيرة نسبيا. هذا النفوق الذي أصاب أسماك سدود ميلة تطرح إشكالية كبرى تتعلق بمدى الوقاية والحماية التي تتوفر عليها مياه السدود من الملوثات المختلفة المحيطة بأحواض السدود والتي تهدد بمخاطر كبرى إذا لم يتم ردع مسبباتها في القريب العاجل وبدرجة تجعل المستهدفين عبرة لغيرهم ذلك أن مياه سدود ميلة بقدر ما توفر مياه الشرب لسكان الولايات المحيطة بها فإنها تمثل رصيدا استثماريا معتبرا بالنسبة للنشطاء في مجال الصيد البحري سواء بقصد المتجارة أو للاكتفاء الذاتي علما وأن الكمية التي تم صيدها خلال السداسي الأول من السنة الجارية تجاوزت ال 400 طن من الأسماك وقد كشف لنا مصدر مطلع ومتابع لنشاط الصيد بسد بني هارون أن احد الصيادين تمكن في عشية واحدة من صيد أكثر من 500 سمكة تجاوزت القيمة المالية التي جناها منها ال 120 مليون سنتيم ،مما يؤكد أن هذا النوع من النشاط جد مربح لأصحابه لكن شريطة أن يكون منتوجه خال من الأمراض والعيوب.