سكان نقرين يغلقون المؤسسة الصحية الجوارية بالأقفال أقدم يوم الخميس المنصرم العشرات من سكان بلدية نقرين " 150 كلم جنوب الولاية " تبسة بغلق المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بالأقفال بعد أن طلبوا من جميع الممرضين والعمال مغادرة المؤسسة بطريقة سلمية ،وظلوا معتصمين لعدة ساعات تحت لفح الشمس المحرقة ،مطالبين الجهات الوصية بالتدخل العاجل والسريع لوضع حد لتدني الخدمات الصحية التي بلغت درجة لا تطاق . كما أكد العديد من المحتجين ل" النصر " الذين تحدثوا بمرارة عن توقف نشاط دار الولادة ،التي كانت تشرف عليها ممرضتان استفادتا منذ مدة بعطلة مرضية في غياب قابلات مختصات لهن دراية بالحمل وطرق الوضع ، وقد أدت هذه الوضعية إلى تحويل أغلب الحوامل اللواتي على وشك الوضع إلى مستشفى بئر العاتر الذي عادة ما يقوم بتحويلهن إلى مستشفى تبسة لغياب طبيب مختص في أمراض النساء والتوليد ، وفي غالب الأوقات يضطر أولياء النساء الحوامل إلى اللجوء إلى العيادات الخاصة بأسعار لا يقوى عليها الكثير من الرجال لقلة ما في اليد ، فيما يلجأ البعض إلى الولادة التقليدية من خلال الاستنجاد بالنساء اللائي يمتلكن خبرة في التوليد وكم في ذلك من خطر على حياة الحوامل ومواليدهن، ولم تتوقف مشاكل الصحة عند هذا الحد كما يضيف المعنيون بل تعدتها إلى النقص الكبير في الأدوية والأمصال حيث يضطر أغلب المرضى إلى اقتناء الأدوية من الصيدليات وعلى حسابهم الخاص ، فضلا على غياب أخصائي في الأشعة والتحاليل المخبرية وهو ما يدفع بالمرضى إلى التوجه إلى بئر العاتر وولاية الوادي لإجراء هذه التحاليل والأشعة في ظل أوضاع اجتماعية مزرية لأغلب سكان البلدية الذين يوجد أغلبهم في حالة بطالة دائمة ، وأبدى المحتجون أيضا استغرابهم واستهجانهم لعدم تعيين مدير للمؤسسة من طرف الوزارة الوصية رغم مرور 9 أشهر كاملة على استقالة المدير السابق وهو ما عطل الكثير من المصالح الإدارية والمالية للمؤسسة وفي مقدمتها تأخر صرف أجور العمال ومنحهم ومنها منحة المردودية لعدة شهور حيث زادت أوضاعهم سوءا مع حلول شهر رمضان المبارك ، وقد تنقل رئيس دائرة نقرين بمعية رئيس البلدية إلى مقر المؤسسة أين تحاور مطولا مع ممثلي المحتجين واستمع لانشغالاتهم المطروحة التي طالبوا بتجسيدها ميدانيا في القريب العاجل ودون مبررات وهو ما وعدهم به رئيس الدائرة الذي تفهم شرعية مطالبهم ووعدهم بإيجاد الحلول لها في الأيام القليلة القادمة ، فيما هدد ممثلو المحتجين بالعودة إلى الاحتجاج والاعتصام إذا لم تر مطالبهم النور، ليقرر في النهاية المحتجون إنهاء احتجاجهم في انتظار الجديد.