عشرات الحوامل ببلديات بئر العاتر يحولن إلى مستشفى تبسة تفتقر صلحة التوليد بمستشفى الدكتور التيجاني هدام ببئر العاتر ولاية تبسة إلى طبيب أخصائي في أمراض النساء والتوليد منذ أن أنهى الطبيب المختص خدمته المدنية مع نهاية السنة المنصرمة ، مما جعل العشرات من النساء الحوامل ببلديات بئر العاتر ،العقلة المالحة ، نقرين وفركان وأم علي وصفصاف الوسرى والقرى المجاورة والبدو الرحل الواقعة كلها جنوب الولاية يتم تحويلهن إلى المؤسسات الاستشفائية بعاصمة الولاية وأحيانا إلى المستشفيات الجامعية والتي تعاني هي بدورها نقصا كبيرا في الأطباء الأخصائيين في أمراض النساء والتوليد ، مما يدفع بذوي الحوامل إلى اللجوء إلى العيادات الخاصة لإجراء العمليات القيصرية وبأسعار لا يستطيع تحملها أغلب الأزواج . وقد أوضح عدد من سكان مدينة بئر العاتر الذين اتصلوا ( بالنصر ) أن افتقار مصلحة الولادة لطبيب أخصائي نجمت عنه في كثير من الحالات مخاطر في صفوف الحوامل وأبنائهن ، فضلا على المصاعب ،التي تواجه ذويهن في توفير وسائل النقل نحو المستشفيات نظرا لرفض مسؤولي المستشفى نقل الحوامل اللواتي بصدد الوضع على متن سيارات الإسعاف الخاصة بالمستشفى لأسباب عديدة، وهو ما يجبرهم على اللجوء إلى كراء سيارات الخواص(الفرود) و بأسعار يعجز الرجال عن دفعها لنقل نسائهم حتى أن البعض تحدث عن تسجيل عدة حالات ولادة تمت داخل هذه السيارات وبمساعدة مرافقات لهن ، وتحدث البعض عن رفض مستشفى تبسة أحيانا استقبال الحوامل لعجزه عن استيعاب العدد الكبير منهن مما يضطر أزواجهن إلى العودة بهن إلى مدينة بئر العاتر ، وأمام هذه الوضعية المقلقة لم يجد سكان بئر العاتر وما جاورها بدّا من الّلجوء مرغمين إلى الاعتماد على الولادة التقليدية في ظل غياب الشروط الصحية في مثل هذه الحالات وما ينجم عنها أحيانا من أخطار جسمانية على حياة الحوامل والمواليد الجدد ابتداء من قطع حبل الصرة مرورا بحالات الاختناق وصولا إلى الإعاقات المختلفة الجسدية منها والذهنية التي يصعب علاجها فيما بعد ، في حين تظل المرأة النفساء تعاني من تداعيات الوضع أياما وربما شهورا وسنوات ، ولم يجد سكان بئر العاتر من طريقة لإنقاذ الحوامل من المخاطر التي تهددهن سوى الاعتماد على القابلات من العجائز اللاتي يمتلكن تجربة وخبرة طويلة في ممارسة التوليد ويعملن على تعليم وتدريب بنات المنطقة على طرق التوليد حتى يتدخلن وقت الضرورة، ولكن إلى متى كما يقول سكان بئر العاتر؟ مديرية الصحة والسكان بالولاية اعترفت بوجود نقص في الأطباء الأخصائيين في أمراض النساء والتوليد والقابلات واعتبرته مشكلا ولائيا تعمل مصالح المديرية على تداركه في المنظور العاجل ، حيث أكد الدكتور جمال زبيدي مدير الصحة أنه سيصل في الأيام القادمة طبيب مختص في أمراض النساء والتوليد ليباشر مهامه بمصلحة التوليد بمستشفى الدكتور التيجاني هدام ببئر العاتر . للإشارة فقد دفعت وضعية مغادرة الأطباء الجراحين والأخصائيين العشرات من المواطنين إلى تنظيم حركة احتجاجية بالقرب من المستشفى للمطالبة بالإسراع في استقدام أطباء لتغطية العجز المسجّل في الأطباء وأصبحت المصالح الاستشفائية مضطرة إلى تحويل أغلب الحالات المرضية إلى عاصمة الولاية وأغلبها يتم تحويلها إلى المستشفيات الجامعية لتلقي العلاج وإجراء العمليات الجراحية ، فيما يلجأ البعض الآخر إلى العيادات الخاصة .