المهربون يغرقون السوق بالسمك الأبيض من تونس كشفت مصادر مطلعة “للنصر"أن مصالح الأمن بالطارف فتحت تحقيقا بخصوص قيام أشخاص بتهريب كميات من السمك الأبيض على غرار “الجمبري-المرلون والروجي...وغيرها “ من مدينة طبرقة الساحلية وضواحيها بتونس عبر المنافذ الحدودية الجبلية في أكياس مختلفة و في شروط صحية غير لائقة ما يعرض حياة المواطنين لخطر الأمراض والتسممات الغذائية بالنظر لحساسية هذا المنتوج سريع التلف أمام موجة الحر الشديدة في هذا الفصل، حيث يبقى السمك التونسي المهرب يعرض في الأسواق وعبر نقاط ومحلات بيع الأسماك بأسعار معقولة تتراوح بين 900دينار و1000دينار للكلغ الواحد ،في حين عمد بعض التجار إلى التحايل على المواطنين من خلال عرض السمك الأبيض المهرب وحتى السردين التونسي على أساس أنه سمك محلي حيث يباع بأسعار متفاوتة وهذا في ظل ندرة وغلاء أسعار السمك المحلي في السوق المحلية خاصة السمك الأبيض الذي قفز سعره إلى مستويات قياسية لا يقل عن 1500دينار للكلغ والسردين إلى 400دينار للكلغ ناهيك عن قطع الأسماك التي قفزت إلى أكثر من 2000دينار .. في حين قامت مصالح الأمن المختصة بمصادرة 3أكياس من السمك الأبيض (مرلون وروجي) مع تحرير محضر ضد احد الباعة من اجل المتابعة القضائية. وذكرت مصادرنا بان شبكات التهريب الحدودي كثفت من نشاطها منذ بداية الشهر الفضيل وبطرق أخرى غير شرعية أمام تزايد الطلب على هذه المادة البروتينية وغلاء أسعارها في السوق ، حيث يلقى السمك التونسي رواجا وإقبالا كبيرين عليه من قبل المواطنين لأسعاره التي تبقى في متناول الجميع مقارنة بسعر السمك المحلي وهذا من أجل تحضير وإعداد أطباق الأسماك ،التي لا يمكن للعائلات الاستغناء عليها في هذا الشهر الكريم غير مبالين بالأخطار التي تحدق بصحتهم من جراء تناول السمك المهرب، الذي يتعرض للتلف والتعفن بسرعة في حين يلجأ الباعة إلى إعادة تخزين وتبريد هذه المادة حتى تزول منها الروائح ومن ثمة تسويقها وهي شبه مثلجة أو عليها قطع الثلج من أجل تحقيق الربح السريع ولو كان على حساب حياة المواطن غير مبالين بما قد يتسببوا فيه من كوارث على الصحية العمومية من جراء هذه الممارسات السلبية . وأردفت نفس المصادر بأن اكتشاف هذه القضية يعود إلى شكوى حركها بعض مواطنون بعد أن اكتشفوا أنهم راحوا ضحية نصب واحتيال من قبل بعض باعة الأسماك الذين باعوهم سمك مهرب قديم وآخر بلغ مرحلة متقدمة من التعفن على أساس انه المنتوج السمكي المحلي المعروف بجودته العالية وطعمه المميز . من جهة أخرى لجا عدد من المواطنين بولاية الطارف إلى التوجه منذ بداية رمضان إلى مدينة برقة التونسية لاقتناء حاجياتهم من الأسماك في قفف مبردة للحفاظ على هذه المادة من التلف خاصة السمك الأبيض الذي يباع هناك بسعر 70دينارا تونسيا ما يساوي 700ديار جزائري وقد تزايد عدد القاصدين لتونس لشراء السمك الأبيض بعد أن تعذر عليهم اقتناء حاجياتهم من السمك المحلي. وخلال جولة قادتا لبعض نقاط بع الأسماك لاحظنا ندرة واختفاء السمك المحلي من الأسواق في وقت أشار فيه بعض الباعة أن السمك المحلي غاب عليهم منذ مدة طويلة وأنهم يتزودون كل يوم من السمك الأبيض القادم من ولاية عنابة وهي مفارقة لم يجد لها التجار ولا المواطنين اي تفسيرا لسبب اختفاء السمك المحلي في الأسواق والتهاب أسعاره إن وجد .هذا في حين أرجع بعض البحارة ندرة وغلاء أسعار السمك المحلي رغم الإنتاج وتزايد عدد الخرجات إلى البحر إلى فوضى التسويق والمضاربة التي يقف وراءها بارونات السمك ،حيث أن أكثر من 98بالمائة من المنتوج السمكي المستخرج من السواحل المحلية يأخذ وجهته إلى الولايات الداخلية و كميات أخرى تصدر إلى بعض الدول الأوروبية لجودته .