تواصل أسعار الأسماك عبر مختلف الأسواق ونقاط البيع بولاية سكيكدة ارتفاعها حيث أضحى الحديث عن استهلاك السمك بمختلف أنواعه، ضربا من الخيال، بالنسبة لأغلب العائلات السكيكدية خلال هذا الشهر الكريم، بالنظر إلى أسعاره الملتهبة التي تجاوزت كل الخطوط الحمراء في كثير من الحالات. وهو الأمر بالنسبة لسمك السردين الذي ارتفع سعره إلى أكثر من 250 دج في الأسبوع الأول، بشكل جعل أغلب المواطنين يعزفون عن شرائه ويتوجهون نحو نوع آخر أقل منه سعرا هو «البوڤا» الذي يتراوح سعره بين 200 دج و250 دج، في حين أضحى النوع الفاخر من الأسماك مثل الجمبري والكافيار والكالامار، من المنسيات بالنسبة لأغلب المواطنين، باستثناء أصحاب الدخل المرتفع. وتكاد تكون أسعار السمك موحدة في جميع نقاط البيع وعند الباعة المتجولين بسكيكدة، حيث وصل سعر السردين إلى 300 دينار للكلغ، و«البوڤا» إلى 250 دينار للكلغ فيما بلغ سعر الجمبري من الحجم المتوسط 2000 دينار للكلغ، والمرلان والروجي 1600 دينار للكلغ، والكلامار 900 دينار. وأمام هذه الأسعار المطبقة من قبل باعة السمك يقف المستهلك البسيط مشدودا أمام صناديق السمك التي تعرض فيها الأسماك بمختلف أنواعها وأحجامها، ويطالب الكثير من المستهلكين من السلطات المحلية تهيئة وإعادة فتح الرواق الذي بجانب السوق المغطاة، إلى سابق عهده واستغلاله لبيع السمك، ما من شأنه أن يساهم ذلك في خفض الأسعار. هذه الحالة من الجشع والمضاربة جعلتئتناول مختلف أنواع الأسماك من الكماليات سيما لذوي الدخل المحدود بعد أن اعتبرت هذه الفئة البسيطة أن السمك لم يعد ضمن قائمة مشترياتها بسبب ثمنه المرتفع، وأصبح المستهلك السكيكدي يتجنب هذه النوعية من اللحوم والتي لا يزال على إثرها المواطن يتساءل عن أسباب تواصل هذه الوضعية. وأرجع أغلب الباعة هذا الارتفاع الفاحش إلى أسعار التجزئة التي تضبطها كل مرة أسواق الجملة المرتبطة أساسا بكميات الإنتاج فضلا عن نقص الثروة السمكية بالسواحل وخطر التلوث البيئي الذي يهدد المنتوج السمكي ومستقبل الثروة السمكية بسواحل سكيكدة. ومن جهة أخرى، من المتوقع أن تستمر موجة ارتفاع أسعار الأسماك بسبب فترة الراحة البيولوجية للأسماك التي يحترمها أغلب الصيادين والتي تستمر إلى غاية 31 أوت. الأسماك المجمدة ملاذ العائلات تسبب ارتفاع أسعار الأسماك الطازجة خلال شهر رمضان، في توجه أصحاب الدخل الضعيف نحو نقاط بيع المنتجات المجمدة المستوردة من مختلف الدول، بأسعار تصل إلى نصف أسعار السمك الطازجة، وفي هذا الصدد، أكد أحد الباعة بأروقة قبالة السوق المغطاة أن الطلب على هذه المنتجات في ارتفاع مستمر لا سيما خلال شهر رمضان، حيث زاد الإقبال على مختلف أنواع السمك المجمد . ويعرف السمك المجمد استقرارا منذ أكثر من سنة حسب البائعين لهذا النوع، حيث يتراوح سعر الجمبري الذي يتهافت عليه الصائمون بين 550 دج و 850 دج، و بالنسبة للأسماك البيضاء، فيتراوح سعرها بين 450 دج و480 دج حسب نوعيتها.