تدابير واحتياطات لمواجهة تأثير الانقطاعات الكهربائية الطويلة و المتكررة على الأغذية المجمدة يحذر أخصائي التغذية و التغذي الأستاذ الباحث جمال الدين مخانشة من المخاطر الصحية لإعادة تجميد المواد الغذائية التي كانت في المجمد و تعرضت للذوبان التام بسبب الانقطاعات الكهربائية الطويلة والمتكررة هذه الأيام الحارة جدا و ينصح ربات البيوت بمواجهة الأمر بحكمة و اتخاذ عدة تدابير وقائية في مقدمتها الحرص على ملء قوارير مياه معدنية و قوالب التجميد بالماء و وضعها بالمجمد لاستخراجها في حالة انقطاع الكهرباء و وضعها إلى جانب أطعمة و مشروبات داخل «لي غلاسيار»حتى تساهم في الحفاظ على درجة حرارتها و سلامتها أطول مدة ممكنة. الأستاذ الباحث المشرف على مخبر التغذية و التغذي و الصحة و التكنولوجيات الزراعية الغذائية بمعهد التغذية و التغذي بجامعة منتوري ،أوضح بأن الانقطاعات الكهربائية التي تطال مختلف أحياء قسنطينة و تستمر لساعات طويلة و تتكرر عدة مرات تعتبر كارثة حقيقية خاصة بالنسبة للكثير من التجار و موزعي المواد الغذائية المجمدة الذين لا يحترمون معايير الحفظ و التجميد في الأيام العادية و ما بالك إذا فوجئوا بهذا العدد من الانقطاعات المتكررة دون سابق إشعار أو إنذار . أما ربات البيوت فعليهن أن يبحثن عن أسلحة و تدابير عملية للحد من الخسائر و خاصة المخاطر الصحية. و الخطوة الأولى في رأيه هي الاسراع إلى فرز و تنظيم مكونات المجمد فهو ليس خزانة تخبأ داخلها كل المواد الغذائية بدون استثناء فهناك مواد يمكن حفظها خارجه مثل الحمص و بعض الحبوب و العجائن و الحلويات و أنواع الخبز. كما أن الخضر و الفواكه تحافظ على قوامها و طزاجتها بشكل أفضل في الثلاجة و قبل حفظها من الضروري غسلها جيدا بماء مضاف إليه قطرات من الجافيل.و أول شيء يجب أن يسترعي انتباه ربة البيت لدى عودة الكهرباء بعد انقطاع مؤشر درجة التجميد فإذا كان في درجة الصفر فهذا يعني أن طبقة من الجليد لا تزال فوق الأطعمة المجمدة و بإمكانها أن تتدارك اتلافها بالإسراع في استهلاكها تدريجيا ،مشددا على عدم تجميدها مجددا مهما كانت الظروف . الدكتورة ليلى بن عطا الله أخصائية التغذية و التغذي و الصناعات الزراعية الغذائية تنصح من جهتها ، ربات البيوت بتجنب قدر الامكان فتح الثلاجة و المجمد في الفترة التي ينقطع فيها الكهرباء حفاظا على درجة البرودة أطول مدة ممكنة و بالتالي حماية المواد المحفوظة من التلف و إذا استمر الانقطاع 24 ساعة فأكثر فإن درجة حرارة الثلاجة ستصل لى درجة حرارة المحيط و تصبح كالخزانة.و تبدأ المواد العضوية الدقيقة في التكاثر و يصاب من يستهلك هذه المواد بالتسمم الغذائي و تظهر لديه أعراض مثل الاسهال و التقيؤ..و بالتالي تنصح في هذه الحالة بالتخلص من محتويات الثلاجة حفاظا على الصحة و السلامة . و حتى لو أن الانقطاع استمر لمدة أقل من هذه فهناك مجموعة من الاحتياطات و التدابير التي يجب أن تضعها ربة البيت نصب عينيها درءا للمخاطر المحتملة . فبمجرد عودة التيار عليها أن تشحذ حاسة الشم لديها و تشم كل المواد الموجودة في ثلاجتها فإذا لاحظت أي تغير في الرائحة تلقي بها في القمامة على سبيل الوقاية .كما عليها أن تلاحظ شكل و قوام ومدى طزاجة الخضر و الفواكه و تتخلص من المهترئة بسرعة و تنظر باهتمام إلى علب «الياوورت «فإذا لاحظت انتفاخها فهذا مؤشر تلفها و إذا لاحظت تغير شكل و لون حليب الأكياس أو اللبن فلتتخلص منه أيضا مشيرة إلى أن الجبن الذي يباع على شكل قطع أكثر صمودا أمام ارتفاع درجة الحرارة قليلا و كذا حليب العلب المعقم قبل فتحه و البيض. و شددت بأن اللحم المقطع و المفروم(المرحي )أكثر و أسرع تعرضا للتلف من باقي اللحوم .و هذه الأخيرة يمكن أن تصبح ضارة دون أن تنتبه ربة البيت لذلك لأنها تحافظ على شكلها و لونها نسبيا خاصة إذا تعلق الأمر بفخذ خروف أو أية قطعة كبيرة أخرى .لهذا تنصح الدكتورة الأستاذة بمعهد التغذية و التغذي بجامعة منتوري بتصفح قطعة اللحم المحفوظة بالثلاجة جيدا خاصة بعد انقطاع التيار الكهربائي و عودته بدءا بشمها و تقطيعها من جهة العظم حيث تبدأ رائحة تشبه رائحة البيض بالانبعاث و تتكون رغوة مخضرة اللون و هذا دليل على تشكل مواد عضوية دقيقة ضارة تؤدي إلى التسمم الغذائي المباشر و الخطير. و إذا تأكدت بأن اللحم الذي بالثلاجة في حالة جيدة بعد عودة الكهرباء عليها أن تطهو ما تحتاجه و تجمد الباقي .كما تنصح بعدم تجميد اللحوم المطهوة في كل الحالات لأن الدهون التي توجد بها تتأكسد و تصبح ضارة. و تشير إلى أن الطهي الجيد للمواد الغذائية و قاية إضافية من الأمراض في هذه الظروف. كما تحذر من جهة أخرى ربات البيوت من شراء اللحوم من نفس الحي الذي تقيم به حيث انقطع الكهرباء في نفس اليوم و نفس الشيء بالنسبة للمواد الهشة الأخرى و شددت على خطورة شراء اللحوم و الأسماك التي تباع مجمدة بعد ذوبانها و إعادة تجميدها لنفس السبب وكذلك المثلجات.و شرحت:»أكسدة الدهون تحدث إذا ذابت البوظة و أعيد تجميدها و تحدث نفس العملية بالنسبة للأسماك التي تباع على أنها مجمدة بمحلات خاصة و بمرور الوقت تتحول تلك الدهون المؤكسدة إلى مواد مسرطنة أي أنها تتسبب في إصابة مستهلكيها بمرض السرطان و بالتالي فإن المخاطر التي تتربص بصحتنا في المحلات و المتاجر بسبب الانقطاعات الطويلة و المتكررة في الكهرباء و عدم احترام معايير و شروط الحفظ كارثية حسب محدثتنا.