عاش في الظل بعد الاستقلال ورفض تلقي مرتب دون عمل تودع اليوم الجزائر قاطبة وميلة بالتحديد أحد أنبائها الذين ساهموا في تسطير مجدها وإسترجاع سيادتها التي ينعم بها أبناء الاستقلال اليوم ونعني به المجاهد المغفور له سليمان بن طوبال المدعو لخضر أو عبد الله لتسميته الثورية الذي فقدته الجزائر أمس الأول. وقد ولد سليمان لأوبويه علي وفطيمة غوالمي في الثامن من شهر جانفي عام 1923 بمدينة ميلة القديمة وهو أخ لشهيدين هما السعيد عضو المنطقة الأولى من الولاية الثانية وعمار عضو جيش التحرير الوطني وله أربع شقيقات مجاهدات وقد زاول دراسته الابتدائية بالمدرسة الفرنسية بمدينة ميلة ليتحول بعد حصوله على الشهادة لابتدائية لمواصلة دراسته الاكمالية بقسنطينة ولما بلغ سن ال19 سنة انخرط في الحركة الوطنية لحزب الشعب وقتها ضمن فوج الخلية الاولى لهذا الحزب بميلة التي أستأجر من أحد المعمرين بحي صناوة فيها محلا جعله ظاهريا مطحنة لطحن الحبوب وفي حقيقة الأمر كان مقرا للعمل السري والنشاط السياسي وكذا الاشراف على الجناح العسكري للمنظمة السرية بميلة وضواحيها.وبعد إنكشاف أمره غادر بن طوبال ميلة ليتنقل بين عين عبيد بقسنطينة فالاوراس وقبل ذلك مكث بمنطقة القرارم التي عاد لها مجددا أواخر عام 1953 وهي الفترة التي أزداد نشاطه فيها كونه كان من المستعجلين لاندلاع الثورة وأحد من قرروا تاريخها حيث قاد الهجوم الذي تم على منجم سيدي معروف - بولاية جيجل - حاليا - ليلة الفاتح نوفمبر 54 مثلما شارك ببني هارون في هجومات الشمال القسنطيني يوم 20 أوت 55 بصفته مسؤول المنطقة الأولى ونائبا للشهيد زيغود يوسف على رأس الولاية الثانية التي خلفه بعد ذلك وهو يحمل رتبة عقيد. لخضر بن طوبال ولتميزه بالروح الوطنية العالية والذكاء والانضباط والصرامة فإنه كان حازما حاسما في كل القضايا والمواقف التي تهم الثورة بصورة مباشرة وهو ما جعله يترقى في المناصب والمسؤوليات وقتها لتنتهي الثورة التحريرية وهو يشغل منصب وزيرا للداخلية.وبعد الاستقلال فضل الانسحاب تدريجيا من مناصب المسؤولية حتى أنه تعرض لضائقة مالية كبيرة في عهد الرئيس أحمد بن بلة جعلت بعض أصحابه وإصدقائه يتبرعون عليه من أموالهم الخاصة ولما جاء الرئيس هواري بومدين خصص له راتبا شهريا فاعتذر بن طوبال قائلا: (كيف أتقاضى راتبا شهريا بدون وظيفة معينة) مما دفع بالرئيس بومدين إلى تعيينه مديرا لمركب الحديد والصلب بعنابة ثم عين عضوا في المجلس العربي للحديد والصلب وهو ما ضمن له أجرا مقابل جهد يبذله.