غلام الله : العولمة أخافت المسلمين من دينهم وشكّكتهم في شخصيتهم الإسلامية أوغلو يدعو للابتعاد عن التعصب وتسييس الإفتاء اعتبر وزير الشؤون الدينية والأوقاف عبد الله غلام الله أن العولمة "شكّكت المسلمين في مقومات شخصيتهم الحضارية وأخافتهم من دينهم وشريعتهم مما جعلهم يعيشون التيه والضياع لاهتزاز قيمهم الثقافية والحضارية"، وقال أن ذلك سبب لهم "الإستيلاب الفكري" الذي أفرز ظاهرة تشكل تحديا للفكر الإسلامي، وإقترح غلام الله أن تقوم الجامعة في العالم الإسلامي بدورها في "إنتاج الأفكار وقيادة الأمة" ن تقوم الجامعة في العالم الإسلامي بدورها في إنتاج الأفكار وأبرز وزير الشؤون الدينية والأوقاف في كلمته أثناء إفتتاح الدورة ال20 لمجمع الفقه الإسلامي بمركز الاتفاقيات بوهران نهاية الأسبوع الماضي، أن بعض المفكرين المسلمين يعتقدون أن الفكر الوضعي الغربي هو نهج الحضارة وأحسن أسلوب لتسيير شؤون المسلمين بينما يعمل هؤلاء المفكرون الغربيون اليوم -كما أضاف- لتنفير المسلمين من الإسلام وزرع ما يسمّى بالقيم العالمية في إطار عالم جديد، تغيب فيه معالم التمايز الحضاري أو الخصوصيات الثقافية للشخصية المسلمة، وهو الوضع الذي يدعو حسبه العلماء المسلمين لتوسيع دائرة اجتهادهم لتحقيق كيان الأمة الثقافي المتميز، مشيرا إلى أن الغرب يستمد قوته من تفوقه التكنولوجي الحديث والإقتصاد والتطور الصناعي . ودعا غلام الله الجامعيين للنهوض بالفكر والعلم في المنابر الجامعية باعتبارها "مكانا لإنتاج الفكر والعلم وليس لتكدس الشباب"، مضيفا أن الشعب الذي لا يقوده الجامعيون "شعب أعمى" لا يمكنه رؤية مساره المستقبلي، وأضاف أن على المسلمين " أن يجتهدوا وينتهجوا منهج القرآن والسنة للوصول بقطار حياتهم لبر الأمان". وقد كانت كلمة الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو خلال ذات المناسبة، تصب في محتوى ضرورة تأقلم الفتاوى والدراسات والبحوث الإسلامية مع واقع الشعوب ومتطلبات الحياة المعاصرة، حيث أشار لما تم تسطيره منذ سنة 2005 في قمة مكة الاستثنائية لمجمع الفقه الإسلامي التي طالبت بضرورة إعادة النظر في كيفية تعامل الباحثين مع القضايا الإسلامية المطروحة لأنهم لا يعيشون بمعزل عن العالم، ومن ذلك تمكن المسلمين من التطرق لقضايا الإرهاب والمخدرات غيرها من القضايا المطروحة اليوم أمام فقهاء الدين بوهران، وهي قضايا فوضى الفتاوى والتعاملات المالية الإسلامية وكيفية التعامل مع حكم الإعدام ومسألة زرع الأعضاء والجينات . وللوصول لاتفاق بين المسلمين، دعا أوغلو لإلزامية الابتعاد عن التعصب في الإفتاء، والابتعاد عن الإفتاء لأغراض سياسية مثلما يحدث في بعض البلدان الإسلامية كما قال، ومنها السعي لتحقيق توافق بين المذاهب المختلفة لتفادي الإختلالات، ونشر فكرة الاعتدال والوسطية كما اقترح على المجمع إنشاء وقفية للدعم المالي لنشاطاته، أما رئيس المجمّع الشيخ صالح بن عبد الله بن حميد والأمين العام للمجمع الدكتور أحمد خالد بابكر، فقد تطرقا في كلمتهما خلال جلسة الافتتاح لبعض الإنجازات التي قام بها الباحثون التابعون للمجمع الذي يضم 57 دولة إسلامية في صفوفه، مشيرين إلى أن بعض القضايا التي سبق التعامل معها أصبحت اليوم مرجعيات يستند إليها المسلمون، وستضاف إليها القضايا المطروحة في وهران لغاية 18 سبتمبر الجاري والتي سيناقشها الباحثون والخبراء وتوثق في توصيات ختامية يصادق عليها المجمّع وتصبح سارية المفعول وللعلم فقد انطلقت أشغال الدورة ال20 لمجمع الفقه الإسلامي يوم الخميس 13 سبتمبر بمركز الاتفاقيات بوهران وسيطرح علماء وخبراء 47 دولة الحاضرون، قضايا حكم الإعدام والبنوك الإسلامية والهندسة الوراثية وزرع الأعضاء البشرية وغيرها من القضايا التي أنهى باحثوها دراساتهم فيها . هوارية- ب