افتتح أول أمس الخميس وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله رفقة أمين مجمع الفقه الإسلامي أحمد خالد بابكر ورئيس المجمع الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد بمركز الاتفاقيات «محمد بن أحمد» بوهران أشغال الدورة العشرين لمؤتمر مجمع الفقه الإسلامي الدولي بحضور أزيد من 100 مشارك من علماء الدين وخبراء العالم الإسلامي وكذا الكثير من المدعويين من الأئمة والعلماء من الجزائر حيث ذكر الوزير بما أنجزه المجمع منذ نشأته من بحوث تتعلق بالقضايا التي يطرحها المسلمون باستنارة من القرآن الكريم والسنة النبوية ، ثم تلاه أكمل الدين أوغلو الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي وفي المساء تم تنظيم جلسات مغلقة تحضيرا للمحاضرات التي انطلقت أمس الجمعة بأول محاضرة حول «أحكام الإعسار في الشريعة الإسلامية والأنظمة» ألقاها الدكتور خالد بن سعود الرشود . دعا وزير الشؤون الدينية والاوقاف بوعبدالله غلام الله علماء الدين الى ضرورة تطوير الأمة وليس السياسيين والإهتمام اكثر بالجامعة التي تنتج الأفكار والعلم مؤكدا أن المجتمع الذي لا تقوده الجامعة مجتمع أعمى . وقال غلام الله خلال إشرافه أمس على افتتاح أشغال الدورة العشرين لمؤتمر مجمع الفقه الإسلامي الدولي بمركز المؤتمرات «محمد بن احمد» بوهران ان العولمة شككت المسلمين في مقومات شخصيتهم الحضارية و خوفتهم من دينهم و شريعتهم مما جعلهم يعيشون التيه والضياع لإهتزاز قيمهم الثقافية والحضارية، معتبرا أن الإستيلاب الفكري أفرز ظاهرة تشكل تحديا للمنهج الإسلامي ، فبعض المفكرين يعتقدون أن الفكر الوضعي الغربي يعمل اليوم لتنفير المسلمين من الإسلام و زرع ما يسمى بالقيم العالمية في إطار عالم جديد تغيب فيه معالم التمايز الحضاري أو الخصوصيات الثقافية. هذا الوضع المهزوز - يضيف الوزير- يدعو العلماء المسلمين بإلحاح لتوسيع دائرة إجتهادهم لتحقيق الكيان الثقافي المتميز ، فالغرب يستمد قوته اليوم من قوته التكنولوجية الحديثة والاقتصاد الصناعي وأضاف أنه «قد أصبح الإحساس أن نعمة التقدم العلمي قد تنقلب إلى حرب كونية» مشيرا إلى أن «هذا الوضع جعل المفكرين الأحرار في الشرق والغرب يدقون ناقوس الخطر ويؤكدون أن العالم اليوم ليس في حاجة إلى مزيد من القوة لتسيير النمو والطبيعة وإنما في حاجة إلى تجديد الصلة بوحي السماء ومرجعية دينية يستمد منها منظومة قيمية روحية وأخلاقية وإنسانية ما لا نملكه نحن المسلمون ، مؤكدا في سياق حديثه بأن الموضوعات المطروحة خلال هذه الدورة لمجمع الفقه الإسلامي الدولي ستحظى « بالدراسة المستفيضة والبحث العميق» وأن «الجهود المبذولة ستثمر بثروة فقهية يعتز بها كل المسلمين في العالم». للإشارة تناولت الدورة العشرين لمؤتمر مجمع الفقه الاسلامي التي افتتحت أول أمس بوهران والتي تدوم إلى غاية سبتمبر الجاري تسعة محاور تتعلق بأحكام الإعسار في الشريعة الإسلامية والتأمين التعاوني الاسلامي وعقود الصيانة والصكوك الإسلامية وحقوق المسجون في الفقه الإسلامي والاثبات بالقرائن والامارات أو المستجدات إلى جانب الوراثة والهندسة الوراثية والجينوم البشري الجيني وزرع الأعضاء البشرية والأحكام والضوابط الشرعية.