وفاة عجوز وجرح امرأتين في انهيار بناية بحومة الطليان لقيت مساء أمس الأول إمرأة في السادسة والستين من العمر مصرعها وأصيبت أختها في الخمسين وزوجة إبنها في الثلاثين بجروح خطيرة توجد الأولى بالمستشفى الجامعي بعنابة والثانية بالمستشفى القديم لسكيكدة تحت العناية المركزة إثر انهيار المسكن الذين كانوا يقيمون فيه بعمارة قديمة جدا تقع بشارع جواد الطاهر بوسط مدينة سكيكدة مقابل سينما الكوليزي. وكانت الضحية "ب.ف.ز" قد لفظت أنفاسها الأخيرة بمستشفى سكيكدة بعد أن نقلتها مصالح الحماية المدنية، فيما أفاد شهود عيان أن النساء الثلاثة تم إنتشالهن من تحت الأنقاض، حيث تراكمت فوقهن مجموعة من الحجارة والأتربة والقضبان الحديدية، التي أعاقت عملية الانقاذ في حدود الساعة السادسة وعشرين دقيقة من مساء أمس الأول التي اشترك فيها أبناء الفقيدة الذين كانوا في تلك اللحظة أمام الباب الخارجي للعمارة وكذا الجيران قبل وصول مصالح الحماية المدنية. واستنادا لمصادر أكيدة فإن أخت الضحية مصابة بكسور في صدرها بينما أصيبت زوجة إبنها بكسور في أنحاء مختلفة من جسدها، ما استوجب نقلها على جناح السرعة إلى مستشفى عنابة. العمارة كانت قد وضعت سنة 1984 ضمن خانة البنايات المهددة بالانهيار وفي الشق الأحمر من طرف اللجنة التقنية للدائرة وبعد معاينة دقيقة لمرات عديدة من طرف مصالح مراقبة البناء C.T.C. وقد انهارت أسقف المساكن الواقعة في الطابق الأول والثاني العام الماضي ولم يتبق سوى الطابق الثالث، الذي تقيم فيه العجوز المتوفاة وإبناها المتزوجان. وكانت السلطات المحلية قد منحت لجميع سكان هذه العمارة سكنات جديدة من أربعة غرف وقامت بإخلائها من جميع السكان، إلا أنهم عادوا إليها مرة أخرى للإقامة، ما أدى بمصالح ديوان الترقية والتسيير العقاري إلى مقاضاتهم أمام العدالة والحكم عليهم بمغادرة المبنى مع غرامة مالية قدرها 10 ملايين سنتيم لكل عائلة، كما إستفاد زوج العجوز الضحية قبل وفاته هو الآخر بمسكن جديد من أربعة غرف بينما لم يستفيد إبناه المتزوجان من مساكن ما كان سببا في عدم مغادرتهما للعمارة وعجز مصالح ديوان الترقية والتسيير العقاري.على استصدار أمر من العدالة بإخراجها واستنادا لما أفاد به الجيران فإن ملامح الانهيار بدأت تلوح في الأفق قبل يومين من الواقعة، حيث بدأت التشققات تظهر على جدران الطابق الثالث وتنذر بكارثة وقد لجأ الإبن الأكبر للفقيدة الى كراء مسكن في حي بولقرود قبل يوم واحد من حادثة الانهيار وشرع في نقل الأثاث المنزلي اليه. أخت الضحية للإشارة قدمت من مدينة الحروش قلب ساعة واحدة من الواقعة بنية الإفطار عند أختها. وقبل ذلك كانت لجنة سكنية من الدائرة والبلدية قد عاينت المكان منذ مدة وأكدت عدم صلاحية السكن نهائيا. العمارة المنهارة توجد ضمن مجموعة كبيرة من البناءات القديمة جدا التي تعود الى السنوات الأولى من دخول القوات الاستعمارية الفرنسية الى مدينة سكيكدة في سنة 1844، وتقع بالقرب من محيط الميناء وداخل المدينة القديمة المعروفة باسم حومة الطليان ويرجح أن بناءها تم في سنة 1850 وقد أصبحت هذه البناءات مهددة بالسقوط ويتطلب بعضها الهدم الكلي لمنع السكان الذين يغادرونها من العودة اليها ثانية. وبينما تذهب السلطات منذ منتصف السبعينيات نحو إزالة المدينة القديمة كلية واستبدالها ببناءات حديثة وأبراج تمانع الجمعيات ذات الطابع الثقافي والاجتماعي من الإقدام على هذه الخطوة التي تزيل حسبها تماما الطابع التراثي والتاريخي المحلي للمدينة.