خلّفت ليلة أمس، هزّة أرضية بقوّة 5.5 درجة على سلّم ريشتر، بوهران، قتيلا وأكثر من 12 جريحا، إضافة إلى العديد من الانهيارات الجزئية على مستوى البنايات القديمة ما أثار حالة من الهلع والخوف واضطر العشرات من العائلات إلى قضاء ساعات طويلة بالشارع. ثواني معدودات في حدود الساعة التاسعة ليلا والدقيقتين، كانت كافية لتبعث الرعب في قلوب الوهرانيين وتجعلهم يهرعون إلى الشارع على إثر هزّة عنيفة بقوّة 5.5 درجة على سلّم ريشتر، حدّد مركزها على بعد 30 كلم شمال غرب الولاية، تحديدا بعرض البحر قرب شاطئ مداغ، حيث لقي صيّاد مصرعه تحت الأنقاض يدعى "ح.أ" 39 سنة، بمنطقة كوفالاوا بالجوالق، إذ استمرت عملية البحث عنه تحت الأنقاض من طرف مصالح الحماية المدنية إلى غاية زوال اليوم الموالي. وجاء ذلك بعدما أبلغ زملاؤه الذين كانوا يتواجدون بنفس المكان، خبر اختفائه تحت الأنقاض عقب الهزّة، حيث انهارت الصخور عليه. وقد أشارت مصادرنا إلى أنّ الضحيّة يقيم بحيّ قمبيطة، إضافة إلى ذلك أصيب ما لا يقّل عن 12 شخصا بجروح متفاوتة الخطورة بفعل حالة الهلع التي قلبت الأمور رأسا على عقب، وأخذ المواطنون يتزاحمون في الشوارع ويفرّون من بناياتهم ويقفزون من الشرفات، إذ قام شخص برمي نفسه من الطابق الثاني بشارع فيليب بسيدي الهواري أصيب نتيجة ذلك بكسور خطيرة، بينما أصيبت طفلة في السادسة من العمر بجروح بعد انهيار المنزل الذي تقيم به بشارع وجدة في الكميل. كما استقبلت مصالح الاستعجالات بالمستشفى الجامعي بوهران، نحو 30 مواطنا في نفس الليلة ما بين مصابين بجروح وآخرين صدموا نفسيا أو تضاعفت أعراض أمراضهم على غرار حامل، تدهورت حالتها الصحيّة. إلى جانب ذلك قامت مصالح الحماية المدنية بأكثر من 10 تدخّلات لإجلاء المواطنين ومعاينة البنايات التي تعرّضت للانهيار، وكانت هذه الأخيرة ما وضع العقدة على أسنان المنشار، كون أكثر من 70 % من بنايات وهران تتواجد في وضعية هشّة، ومهدّدة بالانهيار، قدّر عددها بحوالي 13 ألف بناية. وقد تكرّرت مثل هذه الحوادث مع أولى الكوارث الطبيعية كالفيضانات والزلازل، حيث كان زلزال ليلة أمس، سببا في انهيارات جزئية على مستوى عدّة بنايات قديمة، مثل انهيار جدار بحي سيدي الهواري وآخر بحيّ كارطو، وكان ذلك سببا في خروج العديد من العائلات إلى الشارع خوفا من تكرّر الانهيارات. وبقيت حالة الخوف والفزع المشهد الذي طغى على جميع السكّان، إذ عادت الحادثة بالأذهان، إلى الهزّة السابقة في شهر جانفي والتي أدّت إلى وفاة امرأة وأحدثت خسائر معتبرة على مستوى بلديّة بوفاطيس خصوصا، رغم تدخّل والي الولاية في ساعة متأخّرة بالتلفزيون لتطمين المواطنين ودعوتهم إلى الهدوء، كما أنّ الهزّة الأرضية بلغ صداها إلى غاية ولايات عين تموشنت، سيدي بلعباس ومستغانم، وكانت هزّة ارتدادية أخرى أقّل شدّة، ضربت في حدود الساعة الرابعة صباحا دون أن تخلّف أيّ أضرار.