رئيس الفاف يحذر الرؤساء من التلاعب بالمال العام كشف رئيس الإتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة في جلسة عمل أشرف عليها ظهيرة أمس بقاعة الإجتماعات بمقر ولاية قسنطينة مع رؤساء النوادي المحترفة بالجهة الشرقية، عن وجود الكثير من النقائص و الثغرات في تسيير النوادي المحترفة، خاصة منها ما يتعلق بالشق المالي، حيث أكد رئيس الفاف في هذا السياق بأن معظم النوادي يبقى إحترافها مجرد حبر على ورق، و أنحصر في الوثائق والإجراءات الإدارية التي تم إستكمالها من أجل ترسيم الدخول |إلى مرحلة الاحتراف، مادامت الكثير من النوادي كما قال " مازالت تنتظر إعانات البلديات لتسيير أمورها، رغم أن قانون الإحتراف يمنع إطلاقا مثل هذه الإجراءات، و تحويل أموال النوادي الهاوية إلى الشركات يعد في حد ذاته خرقا لبنود دفتر الشروط". أموال الدولة لا يمكن أن توجه لتسديد رواتب اللاعبين روراوة أوضح في هذا الإطار بان تقييم تجربة الإحتراف في البطولة الجزائرية كشف عن الكثير من النقائص التي تتطلب تحركا عاجلا من الجهات المعنية لتمكين النوادي من تجاوز الأزمات الخانقة التي تعيش فيها، لكنه بالموازاة مع ذلك سارع إلى تحذير رؤساء النوادي و مسيري الشركات المالكة للفرق من التلاعب بالمال العام، لأن " أموال الجهات العمومية تذهب إلى تسيير النادي الهاوي، و تسريح الإعانات مرهون بالإمضاء على إلتزامات تقضي بتخصيص الأموال الموجهة من ميزانية البلدية أو صناديق دعم مبادرات الشباب على مستوى الولايات لتغطية مصاريف النقل، الإطعام، الإيواء و العتاد، لكن الفرق المحترفة تقوم بتحويل المبالغ التي تتحصل عليها النوادي الهاوية إلى الشركات التابعة لها من أجل تسديد مستحقات اللاعبين برواتب شهرية مرتفعة، و هو أمر لا يتماشى و الإجراءات الإدارية المتخذة بين مختلف الهيئات المعنية بمتابعة مصير هذه الأموال العمومية" من هذا المطلق طالب روراوة رؤساء النوادي بضرورة المبادرة إلى تنظيم الاحتراف، و ذلك بضبط الموارد المادية ، وإستغلالها وفق ما هو منصوص عليه في دفتر الشروط، مع متابعة قوانين المحاسبة، ليخلص إلى القول بأن لا يحق لأي رئيس تخصيص أموال الدولة لتسديد مستحقات اللاعبين، و إعانات الهيئات العمومية لها الجوانب التي توجه لها في تسيير النادي الهاوي، و لا يمكن أن توضع تحت تصرف مسيري الشركات الرياضية. إعانات البلديات توجه أساسا إلى الفرق الصغيرة على صعيد آخر حذر روراوة من إستفادة الفرق المحترفة من بعض الإمتيازات على مستوى البلديات و الولايات، خاصة منها ما يتعلق بالنقل و الإيواء، حيث أكد بأن بعض الرؤساء يستغلون حافلات البلديات لضمان نقل لاعبيهم، رغم أن الفريق المحترف مطالب حسبه بالمبادرة إلى التخلص نهائيا من إشكالية النقل و الإطعام، و حافلات البلديات موجهة أساسا للفرق الصغيرة من اقسام الهواة، مادامت الوزارة تتكفل بتغطية مصاريف النقل و الإيواء منذ دخول قانون الإحتراف حيز التطبيق قبل سنتين، كما أن معظم الفرق المحترفة كانت قد إستفادت من حافلات، و لو أن رئيس الفاف ذهب إلى ابعد من ذلك حين أكد بأن الإتحادية فكرت جليا في هذا الموضوع و بادرت إلى إبرام اتفاقية مع شركة ستتكفل بتغطية إجمالي مصاريف تنقلات الفرق المحترفة داخليا وخارجيا ، مع ضمان مبيت ليلة في الفندق، و هذا بغية تخفيف الأعباء على النوادي، و حصر إنشغالها المالي في رواتب اللاعبين. ضرورة إخضاع اللاعبين لقوانين العمل من جهة أخرى أثار روراوة قضية تلاعب رؤساء النوادي المحترفة بالأرقام الخاصة بالمبالغ التي يتحصل عليها اللاعبون، سيما منها ما يتعلق بالرسوم على الرواتب و كذا حقوق التأمين لدى مصالح الضمان الإجتماعي، حيث أكد رئيس الفاف بان هناك تلاعبات كثيرة في هذا المجال، لكنه سيعقد في غضون الأيام القليلة القادمة جلسة عمل مع وزير العمل و الضمان الإجتماعي الطيب لوح للحسم نهائيا في بعض الإشكاليات المطروحة من طرف رؤساء النوادي المحترفة. تلميح إلى تجميد الاحتراف في الرابطة الثانية و في سياق متصل أوضح روراوة بأن تعطل مسار الإحتراف في البطولة الوطنية يجعل المسؤولين على قطاع الشباب و الرياضة يفكرون في إعادة النظر في القوانين المعتمدة، قبل أن يلمح إلى إمكانية تجميد قانون الإحتراف في الرابطة الثانية الموسم القادم في حال بقاء الأوضاع على حالها، لأنه من غير المعقول أن نوسع هذا الإجراء إلى الدرجة الأولى، فمن المستحيل أن نحول هذه الأندية إلى هواة طبقا للنصوص القانونية ، لكن في القسم الثاني بعض الفرق تعاني كثيرا، ومن الناحية القانونية يسمح للفاف بتجميد مشروع احترافها، قبل أن يذهب رئيس الفاف إلى التأكيد على الفرق التي تصعد إلى القسم الأول ستستفيد من فترة تربص لمدة موسم واحد، للوقوف على مدى جاهزيتها لمواكبة قانون الإحتراف ، وإذا لم تصل إلى المستوى المطلوب فإنها ستسقط آليا إلى القسم الهاوي. و خلص روراوة إلى القول بأن مبادرته بعقد جلسات عمل مع رؤساء النوادي المحترفة، دليل واضح منه على تأييده لموقف الرؤساء في الإنشغالات التي ما فتئوا يطرحونها، مضيفا بأنه سيعد ملفا ثقيلا يضعه على طاولة مختلف الوزارات التي لها علاقة مباشرة بقانون الإحتراف، كونه يسعى لتجسيد هذا القانون، بتكوين نوادي محترفة على اسس سليمة و صحيحة، لها مصادر تمويلها و تعمل على الإستثمار في مراكز التكوين، لأن القانون يخول لأي ناد محترف بإدراج صفقات جلب اللاعبين في رأسمال الشركة، لأن إستقدام العناصر يعد من بين أهم الإستثمارات في النوادي، و يساهم في رفع رأسمالها. ص / فرطاس