إيران تقترح إرسال مراقبين من دول المنطقة إلى سوريا والإبراهيمي يتفقّد اللاجئين في تركيا قام المبعوث الدولي والعربي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي أمس الثلاثاء بزيارة إلى العاصمة التركية أنقرة قصد تفقد مخيمات اللاجئين السوريين في المنطقة الحدودية. وقالت مصادر من الخارجية التركية، أن الإبراهيمي الذي أنهى الأحد الماضي زيارته إلى سوريا، سيلتقي لاجئين سوريين في مخيم التينوزو في محافظة هاتاي على الحدود مع سوريا، وفي سياق متصل بالأزمة السورية، عرضت إيران على مصر وتركيا والسعودية إرسال مراقبين من الدول الأربع إلى سوريا للمساعدة على وقف العنف في هذا البلد، حسب ما أوردته وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية، حيث قدم وزير الخارجية الإيراني على أكبر صالحي هذا الاقتراح خلال اجتماع عقدته مجموعة الاتصال حول سوريا التي تضم القوى الإقليمية الأربع أول أمس الاثنين في القاهرة، كما ذكر ذات المصدر أن صالحي عرض على نظرائه أن تستضيف طهران الاجتماع المقبل لمجموعة الاتصال التي أنشئت في أوت بمبادرة من الرئيس المصري محمد مرسى، وأوضح صالحي أنه بوسع المراقبين من الدول الأربع أن يشرفوا على عملية تهدف إلى وضع حد للعنف، وذلك بدون ذكر أي تفاصيل عن طبيعة هذه الآلية ولا الإطار الذي يمكن للمراقبين التدخل في سياقه، كما دعا كذلك إلى وقف العنف من قبل جميع الأطراف بالتزامن مع تسوية سلمية بدون تدخل أجنبي ووقف المساعدة المالية والعسكرية للمعارضة، حيث تتهم إيران الغربيين وعددا من دول المنطقة في طليعتها السعودية وتركيا بتقديم مساعدة عسكرية ومالية للمجموعات المسلحة. وفي الوضع الميداني اندلعت اشتباكات عنيفة فجر أمس الثلاثاء في الاحياء التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في حلب كما افاد سكان في ثاني كبرى المدن السورية، حيث اندلعت المواجهات في حي بستان القصر (جنوب غرب) وحي الاذاعة المجاور، كما اندلعت مواجهات في حي السكري جنوبا حيث يتحصن مقاتلو المعارضة، وأوضح المرصد السوري لحقوق الانسان ان مدنيين لقيا حتفهما جراء القصف الذي تعرض له حي الصاخور شرق حلب، فيما أكدت القوات النظامية أنها سيطرت على حي الميدان بعد اشتباكات استمرت أسبوعا لكنها نصحت السكان بتجنب بعض جوانب الحي مشيرة الى تحصن عدد من القناصة فيها، وأشار مراسل فرانس برس في حلب إلى أن بعض أجزاء الحي ما زالت غير آمنة لعودة السكان، كما لاحظ المراسل وجود جثث لعدد من المقاتلين في الميدان، وذكرت صحيفة الوطن السورية أن وحدات من الجيش النظامي تمكنت من تطهير حي الميدان الحلبي من المسلحين "في انتظار تطهير الاحياء المجاورة، ومنها باب الباشا وسليمان الحلبي والصاخور. من جهة اخرى، كشفت منظمة (هيومن رايتس ووتش) الحقوقية عن تورط مجموعات مسلحة من المعارضة في أمور ترقى إلى جرائم الحرب، من بينها تنفيذ عمليات إعدام جماعية خارج نطاق القضاء، وأوضحت المنظمة، في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني أنه تبين أن مجموعات مسلحة من المعارضة قامت بإساءة معاملة وتعذيب معتقلين، ونفذت عمليات إعدام جماعية خارج نطاق القضاء في حلب واللاذقية وإدلب، وقالت أن تعذيب يعتبر المعتقلين وتنفيذ عمليات إعدام خارج نطاق القضاء في النزاعات المسلحة من جرائم الحرب، وقد تكون جرائم ضد الإنسانية إذا تمت ممارستها على نطاق واسع وبشكل ممنهج. وأعربت المنظمة، في البيان الذي نشرته مساء أول أمس الاثنين، عن قلقها العميق إزاء تصريحات لبعض زعماء المعارضة يبدو منها أنهم يتسامحون مع وقوع عمليات إعدام جماعية خارج نطاق، وأضافت أنه عندما قدمت لهم أدلة على وقوع عمليات إعدام خارج نطاق القضاء، قال ثلاثة من قيادات المعارضة للمنظمة إن أولئك الذين قتلوا "يستحقون القتل، وإن عمليات الإعدام نُفذت فقط في حق أسوأ المجرمين" ، ودعت المنظمة البلدان التي تمول مجموعات المعارضة أو تقدّم لها السلاح حث المعارضة على التزام الصارم بالقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.