غول: نشارك في كل مؤسسات الدولة ومن ضربنا بحجر سنرد عليه بتفاحة أكد أمس عمار غول مؤسس حزب تجمع أمل الجزائر ورئيسه المؤقت أن '' تاج " هو حزب وطني جامع أراده أن يكون '' صوت الضعفاء وضمير الشرفاء'' مبرزا بأنه '' سيعمل على المشاركة في كل مؤسسات الدولة المنتخبة والتنفيذية''. و أشار غول في كلمته الافتتاحية لأشغال المؤتمر التأسيسي لحزبه الجديد أمام أكثر من ألفي مندوب وعدد من الشخصيات السياسية وممثلي منظمات وطنية وتنظيمات المجتمع المدني، إلى جانب بعض ممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد في الجزائر، أن حزبه الجديد سيعمل على المشاركة بفعالية من أجل التكفل بانشغالات المواطنين و بشكل يجعل مصلحة هؤلاء و كذا مصلحة الجزائر فوق كل اعتبار، مؤكدا دعم الحزب لبرنامج رئيس الجمهورية خاصة ما يتعلق بالمصالحة الوطنية وتقوية تماسك الجزائر وتجسيد كل الطموحات التي جاء بها مخطط الحكومة. وفي هذا الصدد أوضح غول أن '' تاج '' سيركز عمله على رفض الهوة المصطنعة بين الجزائريين و بين المواطن و الإدارة و سيعمل على أن يسود الصالح العام و المصلحة الوطنية، مبرزا حرصه على إعطاء الأولوية أيضا للشباب و كذا المرأة، قائلا '' سنعمل على أن يكون عنصر الشباب هو العمود الفقري لحزبنا، باعتبار أن هذه الفئة هي الثروة الحقيقية والطاقة الحيوية التي نصنع بها التقدم ''داعيا إلى ضرورة منح المرأة مكانتها المحترمة في تشكيلته السياسية بما يجعلها رقما أساسيا وليس مجرد رقم في الحزب''. و تطرق غول في كلمته بإسهاب إلى مشروع برنامج "تاج" مشيرا إلى أن هذا البرنامج الذي يرتكز على تسعة محاور '' يضع في الحسبان الحراك السياسي الدولي و الإقليمي و الجهوي بيقظة و تعقل لاستخلاص الدروس من الغير''. وقال بأن أول محور في برنامج الحزب يهدف إلى "بناء الإنسان الصالح الايجابي المتوازن في أبعاده الروحية و الفكرية و السلوكية و المتفتح على عصره و الذي يضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار"، إلى جانب"بناء مجتمع متماسك يكون فيه الاختلاف ثروة و مكسبا و ليس مصدرا للهشاشة"و كذا العمل على "استكمال بناء دولة الحق و القانون و الحريات الديمقراطية و المؤسسات القوية و الحكم الراشد''. كما يهدف حزب ''تاج '' حسب رئيسه المؤقت الذي ينتظر أن تتم تزكيته رئيسا بالأغلبية من قبل المؤتمرين القادمين من 48 ولاية ومن المهجر، إلى "بناء اقتصاد وطني قوي متنافس منتج للشغل و الثروة على أن يكون ضامنا للعدالة الاجتماعية و للاستقرار الاجتماعي و للأمن الغذائي و الطاقوي و البيئي". و من بين المحاور الأخرى التي رافع غول في كلمته من أجل تحقيقها '' تهيئة الإقليم و تطويره بإنصاف و عدل بين كل جهات الوطن والتكفل بالانشغالات الملحة ذات الأولوية، كالشغل و السكن و الصحة و العدالة و القدرة الشرائية والمرفق العام و الإطار المعيشي وكذا مسألة'' إعادة الاعتبار لسلم القيم على أساس مقومات الهوية الوطنية و الدين الإسلامي". في سياق ذي صلة، رافع المتحدث أيضا من أجل '' أخلقة الحياة العامة و مكافحة الفساد بكل أشكاله قبل أن يتطرق إلى العمل على تعزيز مكانة الجزائر دوليا و ترقية دورها الإقليمي و الدولي و التكفل الجيد بالجالية الجزائرية في الخارج. كما أكد غول أن حزبه سيعمل دائما على أن يكون متميزا في عمله بالأخلاق و النظام و الوجود في الميدان من أجل جزائر آمنة مستقرة و رائدة بين الدول". من جهة أخرى لم يتأخر غول في الرد ضمنيا على قيادة '' حمس '' التي انتقدت بشدة انشقاقه عنها بسبب رفضها مشاركة الحركة في الحكومة وقيامه بتشكيل حزب سياسي و قال في هذا الخصوص '' تعلمون أن الأشجار المثمرة هي التي ترمى بالحجارة، وحتى إن وصلتنا بعض الأحجار نردها بالتفاح'' وأضاف أن حزبه لا خصم و لا عدو له واعدا بالمساهمة مع كل الأطياف السياسية في التشاور والتعاون والتضامن من أجل تقوية ما يجمع الجزائريين والجزائريات''. تجدر الإشارة أن أشغال المؤتمر التأسيسي لحزب "تاج" التي تتواصل هذا السبت لليوم الثالث والأخير في جلسات مغلقة من المقرر أن تختتم بانتخاب قيادة الحزب بما فيها الرئيس و المجلس الوطني الذي سيتشكل من 350 عضوا والمكتب السياسي الذي من المنتظر أن يضم 20 عضوا حسب رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر محمد جمعة، إلى جانب اعتماد القانون الأساسي و تحديد السياسة العامة للحزب بناء على مشروع البرنامج الذي أعد مسبقا. و قد حضر المؤتمر من الضيوف ثلاثة قياديين من التجمع الوطني الديمقراطي ممثلين في الوزير الشريف رحماني، وكاتب الدولة المكلف بالشباب بلقاسم ملاح والنائب شهاب صديق، بينما لم توفد جبهة التحرير الوطني و حركة مجتمع السلم ممثلين عنهما، كما حضر المؤتمر رئيسة حزب العدل والبيان نعيمة صالحي ورئيس التحالف الوطني الجمهوري عبد القادر مرباح ورئيس حركة الوفاق الوطني علي بوخزنة وممثل عن رئيس المجلس الشعبي الوطني.