حدّد عمار غول، المعالم الكبرى لحزبه تجمع أمل الجزائر بكل وضوح ودقة، حيث صنفه في خانة التيار الوطني الجامع الذي جاء لإحلال التعايش بين الفئات والجهات، مبرزا أن المشاركة في المؤسسات المنتخبة والتنفيذية خيارا استراتيجيا ل»تاج«، فضلا على تعاونه مع كل الشركاء السياسيين ودعم برنامج الرئيس بوتفليقة. اجتهد وزير الأشغال العمومية، مؤسس حزب تجمع أمل الجزائر مساء أول أمس، لدى افتتاحه أشغال المؤتمر التأسيسي ل»تاج«، بالقاعة البيضاوية، وبحضور ما يقارب ال2000 مندوب، في التأكيد على أن حزبه سيكون واحدا من الأدوات الحزبية التي اختارت التحالف مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ودعم برنامجه والعمل على تجسيده من خلال المشاركة في المؤسسات المنتخبة والهيئات التنفيذية، حيث قال»سنعمل على المشاركة القوية في المؤسسات المنتخبة والتنفيذية ودعم برنامج الرئيس وأطروحات مخطط عمل الحكومة«، في إشارة قوية إلى إثبات خيارات الحزب الوليد وأطروحاته القائمة على المشاركة والتي كانت واحدة من أهم أسباب انشقاقه عن حركة مجتمع السلم. وقبل هذا كان غول قد سارع إلى التأكيد في بداية كلمته المطولة بعد تأخر في افتتاح المؤتمر بنحو ساعتين ونصف من الزمن، أن تجمع أمل الجزائر ينتمي إلى التيار الوطني الجامع، وهو محاولة أخرى لإثبات عن تخليه على الإيديولوجية الإسلامية التي ظلت المحرك الرئيس ل»حمس« التي ترعرع فيها غول، موضحا أن الصورة التي ظهر عليها المؤتمر تبرز التعايش بين الفئات والجهات، مجسدة حلم الشهداء حسبه. وفي سياق رده على الانتقادات التي طالت مشروعه منذ الإعلان عن مساعيه الرامية إلى تأسيس الحزب، قال غول» الشجرة المثمرة هي التي ترمى بالحجارة، ونحن مستعدون لرميهم بالتفاح«، ليضيف أن» حزبه لا أعداء له ولا خصوم، وسيتعامل مع مكونات الحياة السياسية بمنطق الشركاء من أجل الجزائر«، وهو ما فهم على انه رد على تصريحات قيادات من حمس بعد انشقاقه. المؤتمر الذي غابت عنه قيادة حمس رغم توجيه الدعوة لها لحضور الافتتاح حسب محمد جمعة، وأيضا قيادات التكتل الأخضر وحتى جبهة التحرير الوطني حضره وزير الصناعات الشريف رحماني والوزير المنتدب المكلف بالشباب بلقاسم ملاح وبعض رؤساء الأحزاب الصغرى وممثل التجمع الوطني الديمقراطي وبعض الوجوه الفنية والرياضية ورجال مال وأعمال، تخللته مظاهر البهرجة والتوظيف القوي للإمكانيات المادية، حيث لوحظ المنظمون يرتدون بدلات خضراء تحمل اسم الحزب، فضلا على إطلاق أغنية الفت للحزب »واقفين مع الجزائر«، قبل أن تصعد فرقة لتغني مقاطع من أغنية رابح درياسة »يحياو أولاد بلادي«. ورغم حديث بعض المندوبين على الصعوبات التي لقيتها اللجنة التحضيرية للمؤتمر في ضبط قوائم المندوبين في العديد من الولايات بسبب التدافع الكبير للوافدين من عديد الأحزاب، إلا أن فعاليات المؤتمر أبرزت مدى سيطرت الإطارات المنسحبة من حمس وهم محمد جمعة والحاج حمو مغارية ولطيفي وكمال ميدا والأمين العام للاتحاد الطلابي الحر الحالي والسابق وغيرهم من الإطارات على مجريات المؤتمر وتوجيهه في الاتجاه المراد له بعيدا عن ضغط الوافدين من أحزاب أخرى. وبالعودة إلى برنامج الحزب حسب خطاب غول، فهو ينقسم إلى 9 محاور رئيسية أهمها بناء الإنسان الصالح، والمجتمع المتماسك،والاقتصاد الوطني التنافسي والمنتج، وتحقيق الأمن الغذائي...الخ، فضلا على دعم وتطبيق برنامج الرئيس ومخطط عمل الحكومة، وبدا واضحا أن الرجل لم يبحث كثيرا عن برنامج للحزب، بل عمد إلى استنساخ العديد من المحاور من ديباجة برنامج الرئيس ومبادئه العامة، لاسيما ما تعلق منها بشعارات»جزائر أمنة، مستقرة، قوية، رائدة«. هذا وقد أكد رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر محمد جمعة أن الحزب الوليد استطاع أن يستميل مالا يقل عن 40 نائبا بالمجلس الشعبي الوطني ونحو 10 سيناتورات بمجلس الأمة منهم كمال خيري عضو المكتب الوطني للارندي سابقا واحد معارضي اويحي الذي التحق بتاج. ومن المرتقب أن يزكي المؤتمرون في الجلسات المغلقة التي تمتد إلى غاية اليوم، عمار غول رئيسا للحزب، وانتخاب مجلس وطني من قرابة 300 عضو لاستيعاب كل الأطياف ومكتب سياسي من 20 عضوا حسب محمد جمعة فضلا على إقرار برنامج الحزب والقانون الأساسي ومواثيق الحزب.