الإسلاميون في المغرب مهددون بفقدان الحكومة يواجه الإسلاميون في المغرب احتمال فقدان رئاسة الحكومة أو الخروج منها كلية في ظل المتاعب المتزايدة على طريق عبد الإله بن كيران ، لاسيما بعد أن هدد حزب الإستقلال بفك الإرتباط بحزب العدالة و التنمية، و بعد سلسلة الانتقادات التي تعرض لها بن كيران خاصة فيما يتعلق بفشله في الاستجابة لانشغلات الشارع المغربي اليومية. فقد أطلق حميد شباط الأمين العام الجديد لحزب الاستقلال المغربي مساء أول أمس مفاجأة مدوية حين هدد بفك الارتباط مع حزب العدالة والتنمية الإسلامي الذي يقود التحالف الحكومي، مما قد يفقد الإسلاميين رئاسة الحكومة، وربما وجودهم بالحكومة ككل. وارتفعت أصوات بالمغرب تعتبر أن حكومة بن كيران لم تواكب ما يسمى بإصلاحات الملك، وأن خطواتها بطيئة في التعاطي مع مختلف الملفات المطروحة محليا. وقال شباط إن التعديل الحكومي صار واردا اليوم وبإلحاح، لإعادة التوازن إلى الحكومة ولتلبية مطالب وانتظارات الناس، “حتى لا نعود إلى مرحلة ما يحصل اليوم في العالم العربي من اضطرابات". ويذهب محللون إلى إن حكومة بن كيران غرقت في الملفات السياسية، وأنها لم تلتفت كما ينبغي إلى قضايا الناس و انشغلاتهم اليومية الملحة لا سيما فيما يتعلق بتفشي الفقر و البطالة و غلاء الأسعار. من جانبه حذّر أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس السويسي عبد العزيز كراكي حكومة بن كيران “من اللجوء إلى الاعتماد على الضرائب في قانون المالية لسنة 2013، في وضع مقلق خلفه سياق اقتصادي عالمي غير ملائم٬ وموسم فلاحي صعب بسبب الجفاف وانخفاض مداخيل المغاربة المقيمين بالخارج “. وأوضح الأمين العام الجديد لحزب الاستقلال أنه يتشاور مع حزب الاتحاد الاشتراكي الموجود في المعارضة للمشاركة في الحكومة الحالية في حال حصول تعديل “من أجل تكوين حكومة انقاذ وطنية"، “تحالف حزبي قديم يجمع الاستقلال المحافظ والاتحاد الاشتراكي اليساري والتقدم والاشتراكية الشيوعي". واعتبر شباط خلال ملتقى تنظمه وكالة المغرب العربي للأنباء “الوكالة الرسمية" أن “عمل الحكومة الحالية بطيء ولم تقم بالكثير من المبادرات والاجراءات التي لا تتطلب ميزانيات كبيرة أو أموالا، بعد حوالي سنة من تنصيبها". ويقول مراقبون إن فك الارتباط بين حزب الاستقلال وإسلاميي العدالة والتنمية قد يؤدي إلى خروجهم من الحكومة، خاصة بعد أن فشلوا في كسب ود الشارع المغربي الذي انتخبهم. ولا يستبعد هؤلاء أن يدفع الإسلاميون بالمغرب فاتورة أخطاء الإسلاميين بالمنطقة “خاصة تونس وليبيا ومصر" الذين أرسلوا إشارات مخيفة بخصوص الأمن، والحريات الخاصة والعامة، خاصة بعد الهجوم على السفارات الأميركية حيث بدت هذه البلدان للمراقبين والمستثمرين والسياح بلدانا عالية المخاطر.