”حزب العدالة والتنمية” يتجه نحو تشكيل ائتلاف حكومي أعلن حزب العدالة والتنمية المغربي في وقت مبكر، أمس، فوزه بالعدد الأكبر من مقاعد البرلمان في أول انتخابات تجرى بعد التعديلات الدستورية التي أقرت الصيف الماضي، وهو ما قد يتيح له قيادة الحكومة الجديدة· وقال زعيم الحزب المحسوب على ”التيار الإسلامي”، عبد الإله بن كيران، إنه مستعد لتشكيل ائتلاف حكومي للدفاع عن ”الديمقراطية” و”الحكم الرشيد”· وقبل ذلك، أعلنت قيادات من حزب العدالة والتنمية أنها تحقق تقدما متواصلا في نتائج الانتخابات التشريعية، والتي يتم الإعلان عنها بشكل تدريجي عبر وكالة الأنباء المغربية الرسمية، ما يشير إلى تصدر يسجله الحزب لأول مرة في تاريخ مشاركاته في الانتخابات التشريعية، ويؤهله للحصول على حقيبة رئيس الحكومة والدخول في مفاوضات مع أحزاب سياسية أخرى لتركيبة حكومية جديدة· وكان الحزب ”الإسلامي” من بين 31 حزبا تنافست في هذه الانتخابات التي قاطعتها ثلاثة أحزاب يسارية، بالإضافة إلى ”حركة 20 فبراير”· وتشير تقديرات الحزب إلى أنه سيحقق مجموع مقاعد يصل إلى 80 مقعدا في مجلس النواب ”الغرفة الأولى” في البرلمان من أصل ,395 بحسب ما اعلن عنه مساء أمس من مصادر غير رسمية، في حين يتوقع الحزب أن يتراوح عدد مقاعده بين 90 و100 مقعد· ولا تستبعد التحليلات الأولية أن يتجه حزب العدالة والتنمية إلى التحالف مع الكتلة الديمقراطية المكونة من حزب الاتحاد الاشتراكي اليساري، وحزب الاستقلال المحافظ، وحزب التقدم، والاشتراكي اليساري، وهو التحالف الذي سبق أن تبادل بشأنه الطرفان إشارات مباشرة· وقال عضو الأمانة العامة للحزب مصطفى الرميد إن النتائج الأولية تؤكد أن الحزب في طريقه إلى الفوز، وأنه سيكون أمام امتحان ممارسة الحكم· وفي السياق ذاته، كانت توقعات قد أشارت إلى تقدم مرتقب ل”الإسلاميين”، وإلى منافسة قوية بينهم وبين حزبي الاستقلال بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته عباس الفاسي، والتجمع الوطني للأحرار ”ليبرالي” بزعامة وزير الاقتصاد والمالية صلاح الدين مزوار· وقالت التقارير إن عمليات الفرز لا تزال مستمرة، مشيرة إلى التوقعات المتطابقة بفوز العدالة والتنمية في هذه الانتخابات التي ستعلن نتائجها بعد ظهر اليوم· من ناحية أخرى، يتعين أن يكلف الملك، بمقتضى التعديلات الدستورية الأخيرة، الحزب الذي فاز بأكبر عدد من المقاعد بتشكيل الحكومة، بينما كان هذا الحزب الإسلامي، الذي وعد في حملته الانتخابية بالحد من الفقر ورفع الأجور بنسبة 50 بالمائة، قد حل في المرتبة الثانية في الانتخابات البرلمانية الماضية عام 2007 بحصوله على 47 مقعدا مقابل 52 لحزب الاستقلال· واستبعد وزير الاتصالات المغربي خالد الناصري في وقت سابق أن يهيمن ”الإسلاميون” على البرلمان، قائلا إن المغرب ليس كتونس، حيث فازت حركة النهضة في أول انتخابات ديمقراطية بالعدد الأكبر من مقاعد المجلس الوطني التأسيسي·