أكد رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح أمس الأربعاء بليما (البيرو) مسعى الجزائر الهادف إلى تغليب الحوار الوطني دون التدخل الأجنبي وبمرافقة من المجتمع الدولي في معالجة الأوضاع التي تعرفها بعض البلدان العربية . وقال بن صالح في تدخله أمام المشاركين في القمة الثالثة لرؤساء دول و حكومات «امريكا الجنوبية-العالم العربي» أن هذه القمة تنعقد في وقت تشهد المنطقة العربية «تقلبات عميقة» أفرزت نتائج كان من الصعب توقعها كما جاءت «حاملة لالآم ومآسي انسانية ومخاطر ونزاعات محتملة، لكنها جاءت خاصة لتحقيق تطلعات مشروعة في الديمقراطية والرفاهية والحكامة». وفي جميع هذه الحالات دافعت الجزائر يضيف رئيس الوفد الجزائري عن «مسعى تغليب وتشجيع مبدأ الحوار الوطني دون تدخل خارجي وبمرافقة مسؤولة من المجتمع الدولي». وذكر في هذا السياق أن هذه المرافقة «ترمي الى ايجاد حلول سياسية للازمات القائمة وبعث دواعي أمل حقيقي لشعوب المنطقة « معبرا عن أمله في «أن يسود هذا المسعى وأن تككل مهمة الأخضر الإبراهيمي بالنجاح». وتطرق بن صالح الى التعاون القائم بين المجموعتين العربية والأمريكية الجنوبية حيث دعا الى استغلال الموارد و الامكانيات التي توجد لدى العالم العربي وأمريكا الجنوبية لتحديد اشكال تكاملها. وفي هذا الاطار قال بن صالح ان «فضائينا الجغرافيين يزخران بموارد وإمكانيات وكفاءات ضخمة يجب علينا تحديد اشكال تكاملها» مؤكدا يقينه ايضا بأنه لا يمكن تحقيق نجاح هذا التجمع «ما لم نعترف بالقدر المتكافئ والتأثير المتبادل بين التضامن السياسي والميولات الثقافية والتكامل الاقتصادي». وبعد ان تطرق بن صالح الى الصعوبات التي تعوق تعافي العالم من الأزمة المالية الحادة التي شهدها والتي أفضت الى أزمة اقتصادية خانقة لازال مآلها للأسف مجهولا أكد بأن آثار هذه الأزمة قد «زعزعت المجتمعات وهدمت ثقة الشعوب في غد أفضل وعبر رئيس مجلس الامة عن اعتقاده ان جهود النهوض الاقتصادي «لن تتحقق إذا لم تكن هناك معالجة توافقية مصحوبة بروح تضامن حقيقية «مشيرا الى أن «عدم الاستقرار الذي تمثله البطالة المستفحلة والأزمات الغذائية وحتى النزاعات بأنها ليس حكرا على منطقة بعينها بل هي عوامل تعني الجميع». وأكد نفس المسؤول أن الجانبين العربي والأمريكي الجنوبي تواجههما تحديات التغيرات والإشكاليات البيئية وهي تحديات يتوجب رفعها --كما قال --من خلال «التشاور والمتابعة» بين الجانبين. وبخصوص العلاقات الثقافية بين العالم العربي و أمريكا الجنوبية وسبل تعزيزها أكد رئيس مجلس الأمة أن «الجزائر تولى أهمية كبيرة للجانب الثقافي الذي يجمع بين الجانبين وذلك لكونه عنصر تقارب بين الشعوب» معبرا عن افتخار الجزائر باختيارها مقرا لأول مكتبة عربية -جنوب أمريكية. و أشار إلى أنها جد متحمسة لانجاز هذا المشروع الذي ستنطلق أشغاله في بداية الثلاثي الاول من السنة القادمة. وجدد بن صالح التزام الجزائر «للعمل بمعية كل شركائها كي تجعل كل خطوة تخطوها -كما قال- تجسيدا لإرادتنا المشتركة للسمو أكثر فأكثر بتضامننا وتعاوننا وصداقتنا الخالصة».