دعا، أمس، رئيس حركة مجتمع أمس إلى الاستفادة من دروس مظاهرات أكتوبر 1988، لمنع تكرارها وإغراق الجزائر في أزمة أخرى أو الدخول في مرحلة انتقالية جديدة ليست في حاجة إليها.و استرسل رئيس حمس أبو جرة سلطاني في خطابه أمام شباب الحركة بمقر الحزب في العاصمة بحضور وفد عن حركة الإخوان المسلمين بسوريا في الحديث عن تلك الأحداث التي وقعت قبل 24 سنة ، و أدت إلى تحولات عميقة ومؤلمة في بلادنا ، محاولا توجيه رسائل بالجملة، وخصوصا أن الجزائر في حاجة لانفتاح سياسي أكبر.و قال أبو جرة أن مكونات 5 أكتوبر مازالت متوفرة و نخشى أن يصب عليها احد الزيت". دون تحديد من هذه الأطراف التي يشتبه أنها تريد تفجير الأوضاع من جديد. وعاد أبو جرة إلى ظروف تلك المرحلة، و السياق الذي وقعت فيها تلك الأحداث، و أضاف أن أجنحة في السلطة وصفتها بأنها شغب أطفال، لكن السلطة الحالية تقدمها على أنها ربيع الجزائر، لكنها في حقيقتها حسب قراءته كانت صدام بين مشروعين في السلطة الأول لدعاة التجديد والثاني لدعاة الاستمرارية. وتحدث أبو جرة عن تناقض السلطة التي تتحدث عن سبق جزائري في ثورات الربيع ، بينما لم تتغير الأوضاع حيث يسجل عودة الأحادية في شكل جديد حسب قوله. و قال بعد 24 سنة لم تتغير الأوضاع في بلادنا رغم التضحيات. و تساءل بالمقياس الجزائري هل يجب على المصريين أو التونسيين أو الليبيين والسوريين لاحقا أن ينتظروا 24 سنة أو 30 سنة لقطف ثمار ربيعهم؟ وشرح أبو جرة مسببات ثورات الربيع العربية والأسباب التي أدت إليها مع إسقاط على الحالة الجزائرية، ومن ذلك تزوير الانتخابات مصادرة أصوات الشعوب و التأبيد في الحكم وتوريثه و تحول الدولة إلى نظام بوليسي ومصادرة الحريات الفردية تركيز الثورة في يد رجالات السلطة و انتشار الرشوة والفساد.ورغم إعطائه صورة سوداوية قدم أبو جرة صورة عن ايجابيات المرحلة السابقة ومنها حفاظ الشعب الجزائري على وحدته ، وتصفية حساباته مع نفسه و حل مشاكله بدون طلب تدخل قوى أجنبية كما قطع 80 بالمائة من مسار المصالحة ، وما تبقى إلا 20 بالمائة وتخص قضية المفقودين . واقترح رئيس حمس بهذا السياق خارطة طريق لمنع سيناريو أكتوبر جديد في بلادنا ، تتضمن استخلاص الدروس من تلك الحوادث بعيدا عن التطرف والمزايدة و الجلوس معا لفهم ماحدث مع الفاعلين في تلك المرحلة و التعاون للخروج من المراحل الانتقالية و الدخول إلى مرحلة دولة الحق والقانون و الفصل الجاد بين سلطة المال ومال السلطة، ووضع آليات جديدة لبناء الثقة بين الشعب و الإدارة والمنتخبين و بين الشعب كله. و قال علينا أن نفعل ربيعنا و نقطف ثماره بعد 3 أو 5 سنوات.و رفض أبو جرة في حديث جانبي مع الصحفيين الحديث عن مصير التحالف الانتخابي مع شريكيه في تكتل الجزائر الخضراء في المحليات المقبلة ، وأضاف انتظروا حتى تنتهي آجال إيداع ملفات الترشيحات لتقديم حصيلة كاملة ، مذكرا بقرار قيادة حمس منح استقلالية في القرار للمكاتب الولائية والبلدية بخصوص التحالف مع النهضة والإصلاح الوطني. و كشف أيضا أن حمس لن تكون حاضرة بقوائم في كل البلديات عبر الوطن ، وأضاف فضلنا ألا نتنافس على بلديات مفلسة أو تعيش صراعات بل نفضل بلديات يمكن أن ننجح فيها و نقدر على تقديم الجديد فيها. ج ع ع