الجزائر لا تطمع في الصحراء الغربية ولا تبحث عن إقامة منفذ على المحيط قال رضا مالك رئيس الحكومة سابقا، بان دعم الجزائر للقضية الصحراوية ينطلق من قناعاتها، بدعم الشعوب في سبيل التحرر، وأضاف "كما ساعدت الجزائر في السابق شعوب أخرى هي اليوم تسند الشعب الصحراوي وقضيته"، نافيا أن تكون للجزائر أي أطماع في الصحراء الغربية، أو تسعى لإقامة منفذ على المحيط الأطلسي، وأكد رضا مالك بان الجزائر انتزعت الاعتراف الاممي بالقضية الجزائرية بقوة السلاح. نفى الدبلوماسي السابق، ورئيس الحكومة رضا مالك، أن تكون للجزائر أطماع في الصحراء الغربية، وردا على محاولات بعض الأطراف ربط دفاع الجزائر عن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، ورغبتها في إقامة منفذ بحري للمحيط الأطلسي، وقال رضا مالك خلال منتدى يومية "المجاهد" أمس، بان الجزائر وقفت دوما إلى جانب الشعوب الباحثة عن الحرية والتحرر بما في ذلك الشعب الصحراوي. وطرح العديد من المتدخلين أسئلة تتعلق بقضية الصحراء وموقف الجزائر المدافع عن حق الصحراويين في تقرير المصير، وقال رضا مالك في رده "على عكس ما يدعيه البعض أن الجزائر ليست لديها طموح في الصحراء الغربية " واستطرد قائلا "من الخطأ الاعتقاد بان الجزائر تريد من دعمها للشعب الصحراوي إقامة ممر إلى المحيط الأطلسي". كما رد رضا مالك على الأطراف التي تعتبر موقف الجزائر من القضية مجرد "واجهة" لتغطية أهداف أخرى، وقال الدبلوماسي السابق، بان "دعم حق الشعوب في التحرر" كان ولا يزال من مقومات السياسة الجزائرية واحد أسسها الجيو سياسية، وأضاف قائلا "ساعدنا في السابق بلدان أخرى واليوم نساند الصحراء الغربية"، مشيرا بان إقامة الحكم الذاتي الذي يدعو إليه المغرب ليس حلا للقضية، مشيرا بان أفضل طريقة لإنهاء الصراع هو تمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره، مضيفا بان الدول التي كانت تحصل على استقلال ذاتي، غالبا ما تطالب فيما بعد بحقها في السيادة الكاملة. كما تطرق رضا مالك بمناسبة الذكرى الخمسين لانضمام الجزائر، للأمم المتحدة. مطولا لمسار الثورة الجزائرية، والاعتراف الاممي بعدالة مطالب الجزائريين وحقهم في تقرير مصيرهم، واعتبر بان اعتراف الأممالمتحدة بالثورة الجزائرية ساهم في دعمها من خلال منحها تعاطفا دوليا، مؤكدا بان هذا الاعتراف لم يكن بدون مقابل، وإنما جاء بعد كفاح مسلح خاضه الشعب الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي وأكد الديبلوماسي السابق، أن إنضمام الجزائر إلى منظمة الأممالمتحدة مباشرة بعد الاستقلال عام 1962 لم يكن سهلا بل سبقته معركة ديبلوماسية كبيرة مع المستعمر الفرنسي. وأوضح رضا مالك، أنه وبالموازاة مع الكفاح المسلح الذي اندلع في 1 نوفمبر 1954 "كان لا بد من خوض معركة ديبلوماسية للتعريف بالقضية الجزائرية عبر مختلف المنابر الدولية". وذكر أنه تم لأول مرة إدراج القضية الجزائرية على مستوى الأممالمتحدة سنة 1955 بالرغم من المعارضة القوية للإستعمار الفرنسي الذي كان يعتبر —كما قال— الحديث عن الجزائر في المنظمة الأممية بمثابة "تدخل سافر في شؤون فرنسا الداخلية". وأضاف أن الأممالمتحدة التي أسست على مبادئ ثابتة منها حل النزاعات في العالم وتكريس حق الشعوب في تقرير مصيرها, لم يتسن لها القيام بدورها على أكمل وجه بسبب نفوذ وهيمنة القوى الكبرى عليها. وقال بان فإن القضية الجزائرية إستطاعت بفضل نضالات أبنائها أن تستقطب تعاطف وتضامن العديد من البلدان في إفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية. وقال رضا مالك، أن تبنى خيار الكفاح المسلح لاستعادة الحرية، كان وسيلة لإسماع صوت الجزائريين في الخارج والذي عملت السلطات الفرنسية على إسكاته، وأضاف بان الكفاح ساهم في "تدويل القضية الجزائرية" وجعلها متداولة دوليا، وقال بان طرح قضية الجزائر على الأممالمتحدة "لم يكن بالأمر الهين وصاحبته إخفاقات وخيبات آمل" لكنه اعتبر بان هذا الأمر كان لا بد منه، كون الأممالمتحدة كانت الهيئة الدولية المخولة بوضع قواعد العلاقات الدولية منذ الحرب العالمية الثانية. وشدد رضا مالك، بان الجزائر لم تطلب من الأممالمتحدة التدخل لحل القضية الجزائرية مع الفرنسيين، بل طلبت منها الاعتراف بحق الشعب الجزائري في تقرير مصيره، وهو ما تحقق في ديسمبر 1958، بعد أحداث ساقية سيدي يوسف في فيفري 1958. وأكد رضا مالك أن سنة 1958 شكلت "منعطفا حاسما" في تاريخ القضية الجزائرية بعد أن صادقت الأممالمتحدة على لائحة تكرس حق الشعب الجزائري في تقرير مصيره وهو ما اعترفت به فرنسا الاستعمارية عاما بعد ذلك على لسان الجنرال شارل دوغول.