الدبلوماسية الجزائرية تعتمد السرية والحذر لتحقيق أهدافها أوضح وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي أن الدبلوماسية الجزائرية تعتمد «السرية والحذر « في معالجة جميع الملفات التي تواجهها، خاصة الساخنة والشائكة منها، حتى تتمكن من تحقيق أهدافها بدقة، مجددا التأكيد على أن الدولة الجزائرية برمتها تبدل قصارى جهدها من اجل إنهاء معاناة الدبلوماسيين الجزائريين المختطفين في مالي. أحيت أمس وزارة الشؤون الخارجية اليوم الوطني للدبلوماسية المصادف للثامن أكتوبر من كل سنة بحضور عدد من أعضاء الحكومة ودبلوماسيين سابقين، وتم بالمناسبة تكريم اسر عدد من الوجوه الدبلوماسية التي ضحت بحياتها من اجل الوطن. وجدّد بالمناسبة وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي التأكيد على أن الدبلوماسية الجزائرية تعتمد «السرية والحذر» في معالجة مختلف الملفات التي تطرح عليها خاصة منها الملفات الصعبة والشائكة والساخنة، وأضاف يقول في هذا الصدد أن الجزائر تفضل عدم التسرع في التصريح بما تقوم به حتى تتمكن من أداء مهمتها على أكمل وجه، وتحقيق الإستراتيجية التي تصبو إليها، خاصة إذا تعلق الأمر بملفات شائكة في إشارة منه لملفات مالي، والدبلوماسيين المختطفين في مالي والسجناء الجزائريين في العراق، وهذا عكس ما تقوم به العديد من الدول التي تلجأ للغة التصريحات المتسرعة. و أمام عدد من الدبلوماسيين المحنكين مثل رضا مالك وإسماعيل حمداني وغيره أشار وزير الشؤون الخارجية أن مبدأ «الأخذ بالحذر» و «السرية» واجب وقاعدة عملت بهما الدبلوماسية الجزائرية أثناء الحرب التحريرية وبعد الاستقلال، مشيدا بهذا الخصوص بالدور الذي لعبته الدبلوماسية الجزائرية في السنوات الأولى للاستقلال حيث احتلت البلاد بفضلها مكانة مرموقة بين الدول والأمم الأخرى حتى أصبحت الجزائر قبلة لحركات التحرر وطرفا في عدة ملفات دولية، وعلى الشعب الجزائري اليوم الافتخار بها، لكن رغم هذا يقول مدلسي ما زال أمام دبلوماسيتنا عمل كبير. وذكّر مدلسي في كلمته أن الجزائر منذ 50 سنة وهي عضو كامل في منظمة الأممالمتحدة بفضل كفاح طويل ومرير خاضه الشعب الجزائري ودفعه لأجله مليون ونصف المليون شهيد، أصبح بعد ذلك مثلا للشعوب التواقة للتحرر والانعتاق. وردا عن سؤال حول تراجع الدبلوماسية الجزائرية في السنوات الأخيرة أمام ملفات شائكة ومهمة مثل ما يحدث في بعض دول الجوار اكتفى مدلسي بالتأكيد على أن الجزائر متمسكة مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وجدد التأكيد أيضا على أن وزارة الشؤون الخارجية ومؤسسات الدولة تبدل قصارى جهدها لإنهاء معاناة الدبلوماسيين الجزائريين المختطفين في مالي. و في نهاية الاحتفالية التي أقيمت بوزارة الشؤون الخارجية وزعت أوسمة اعتراف واستحقاق على اسر العديد من الدبلوماسيين الجزائريين الدين دفعوا حياتهم خدمة للجزائر وللدبلوماسية الوطنية منهم عائلة الوزير الأسبق محمد الصديق بن يحيى، عبد القادر بلعزوق، علي بلعروسي حسين لعسل وغيرهم. محمد عدنان