قلّل وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي، أمس، من شأن الاعتداء الذي استهدف السفارة الجزائرية بطرابلس، ودعا إلى تجاوز هذه التصرفات، مبديا استعداد الجزائر للتعاون مع الحكومة الليلية الجديدة، وفي سياق آخر، تعهد ببذل مجهودات لإطلاق سراح الدبلوماسيين المختطفين في شمال مالي منذ أفريل الفارط. قال مدلسي في رد له على سؤال يتعلق بالاعتداء الذي استهدف السفارة الجزائرية بطرابلس ليلة،أول أمس، على هامش إحياء يوم الدبلوماسية الجزائرية بمقر وزارة الخارجية بالقول » إن الليبيين إخوة للجزائريين ويجب أن نتجاوز ونترفع عن هذه الأمور«، مبديا استعداد الجزائر للتعاون مع الحكومة الليبية الجديدة برئاسة أحمد زيدان. وقبل ذلك وفي تعقيب له على بعض أسئلة المتدخلين بعد المحاضرة التي ألقاها رئيس الحكومة الأسبق إسماعيل حمداني، أكد وزير الخارجية أن السلطات الجزائرية مازالت في اتصال دائم مع المختطفين لإطلاق سراح دبلوماسييها، قائلا مازالت أشواطا كبيرة. وحيا وزير الشؤون الخارجية »الذين يعيشون ظروفا صعبة و رهائن الجماعات الإرهابية« في إشارة منه إلى الرهائن الثلاث بشمال مالي، مبديا تضامنه بعدما طمأن عائلاتهم و كل أسرة وزارة الشؤون الخارجية و الشعب الجزائري قائلا، إننا »نبذل كل ما في وسعنا من أجل وضع حد لمأساتهم لأن معاناتهم و معاناة ذويهم هي معاناتنا أيضا«، متعهدا بتجند الدبلوماسية الجزائرية من أجل حماية الجالية الوطنية بالخارج و»ترقية صورة الجزائر واستحداث فضاء للسلم والاستقرار والتنمية بالمنطقة وخارجها«. ودافع مدلسي عن تعامل الدبلوماسية الجزائرية، وأوضح أنها تقوم على الصمت والسرية للوصول إلى أهدافها المرسومة خاصة تلك المتعلقة بالملفات الساخنة، مشيرا إلى أن الجزائر لا تحبذ الدبلوماسية القائمة على التصريحات التي تعتمدها كثيرا من الدول. وفي الكلمة التي ألقاها بمناسبة إحياء يوم الدبلوماسية الجزائرية، أكد وزير الشؤون الخارجية أن مواقف الجزائر الدبلوماسية تبنى دائما على تجربتها في هذا المجال والتي تمتد جذورها إلى ما قبل الاستقلال، ودعا إلى الاستمرار في نفس المسيرة في المستقبل لكن بطموحات أكثر وباستغلال الخبرات في هذا المجال بأخذ بعين الاعتبار التحولات الكبيرة في العالم التي تحتم التأقلم معها، موضحا أن وزارة الخارجية ستساهم من خلال المعهد الدبلوماسي في التعريف بتجربة الدبلوماسية الجزائرية واكتشافها أكثر فأكثر حتى تستفيد منها الأجيال القادمة في بناء مستقبل البلاد. وأبدى مدلسي التزام الجزائر ترقية السلم والعدل في العالم وفاء لمبادئها وقيمها، وأشار إلى أن الدبلوماسية الجزائرية ظلت محترمة ومسموعة عبر العالم، قائلا إن »دبلوماسية الكفاح كانت في الطليعة وضربت أروع الأمثال والحسم في استرجاع سيادتنا الوطنية، مضيفا أن »صوت الثورة الجزائرية كان يعلو باستمرار عبر العالم ليتحول كفاحنا العادل إلى قضية عالمية«، ليوضح أن » العاصمة الجزائرية أصبحت قبلة لحركات التحرير الوطنية وكل الكفاحات من أجل قيام عالم أكثر عدلا وإنصافا«.