أكد وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي امس بالجزائر العاصمة أن مواقف الجزائر الدبلوماسية تبنى دائما على تجربتها في هذا المجال والتي تمتد جذورها إلى ما قبل الاستقلال. وأوضح وزير الشؤون الخارجية في تصريح على هامش احتفالية نظمتها الوزارة لاحياء اليوم الوطني للدبلوماسية الجزائرية أن التحولات الجارية سواء في دول الجوار أو في دول أخرى" تدفعنا أحيانا لبناء موقف معين" مشددا على أن مواقف الدبلوماسية الجزائرية " تبنى عادة على أساس التجربة الجزائرية في هذا المجال والتي تمتد إلى ما قبل الاستقلال من أجل النضال و التحرر".وأضاف مدلسي بهذا الخصوص أن الدبلوماسية الجزائرية التي يفتخر بها الشعب الجزائري تحتم على المشرفين عليها " الاستمرار في نفس المسيرة في المستقبل لكن بطموحات أكثر وباستغلال الخبرات في هذا المجال ...أخذا بعين الاعتبار التحولات الكبيرة في العالم التي تحتم التأقلم معها". و أشار الوزير إلى أن وزارة الخارجية ستساهم من خلال المعهد الدبلوماسي في التعريف بتجربة الدبلوماسية الجزائرية واكتشافها أكثر فأكثر حتى تستفيد منها الأجيال القادمة في بناء مستقبل البلاد. و أضاف وزير الخارجية في كلمة ألقاها بمناسبة الاحتفال بيوم الديبلوماسية الجزائرية أمس بمقر الوزارة، بحضور عدة نخب سياسية مرموقة أن الجزائر فخورة بما حققته في مجال تقوية سياستها الديبلوماسية بفضل رجالاتها، حيث بدأت تحتفل باليوم الديبلوماسي الجزائري في كل سنة منذ 8 أكتوبر 1962، و اليوم الذي أصبحت فيه عضوا كاملا في منظمة الأممالمتحدة، و تم رفع العلم الجزائري بمقر هذه المنظمة بنيويورك، و منذ ذلك الحين استطاعت أن تتبوأ مكانة مرموقة على الساحة الدولية و بذلك أصبحت الجزائر قبلة لحركات التحرر الوطني و تواصل دربها في مساندة الشعوب المضطهدة تحت القيادة الرشيدة لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، الذي يعد من أشهر مؤسسي الديبلوماسية الجزائرية. و تم امس بوزارة الشؤون الخارجية إحياء اليوم الوطني للدبلوماسية الجزائرية بحضور أعضاء الحكومة وشخصيات تاريخية. و بعد رفع العلم الوطني تم وضع باقة من الزهور و تمت قراءة فاتحة القران الكريم على أرواح الشهداء الأبرار. و نظم حفل لتسليم الجوائز على أرواح عمال وزارة الشؤون الخارجية الذين توفوا خلال إتمام مهامهم أو ضحايا الإرهاب. و تم تسليم الجوائز للعائلات خاصة عائلة محمد الصديق بن يحي و بشير بن طيب و عبد القادر بلعزوق و عزالدين بالقاضي و عبد العزيز بلاني و صالح فلاح و محمد لونيس و علي بلعروسي. و في كلمة أشاد وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي "بكل اللواتي و الذين كافحوا بجدارة" معربا عن "امتنانه و إعجابه". و قال الوزير "أن هذه الوقفة تأتي في وقت قوي من تاريخنا لنتقاسم معا قدماء و شباب اعظم مراحل الدبلوماسية الجزائرية و لكن أيضا من أجل استحضار ذكرى شهدائنا الأبرار و كل من فقدوا الحياة و هم يؤدون واجبهم". و من جهته، تحدث رئيس الحكومة الأسبق اسماعيل حمداني عن مختلف المراحل التي قطعتها الجزائر لتعزيز تواجدها الديبلوماسي بين بلدان العالم، بداية من إزالة مخلفات الاستعمار و إلى غاية اليوم و كان هدفها دوما حماية سلامة التراب الوطني. الجدير بالذكر ان مقر السفارة الجزائرية بالعاصمة الليبية طرابلس تعرض ليلة أمس الاول للانتهاك، من طرف مسلحين ليبيين، قاموا بمحاصرتها والتظاهر أمامها مرددين شعارات مناوئة للجزائر دولة وشعبا. وكل ما يرمز لها ولشعبها ومقدساته، جاءت ذلك بعد دقائق فقط عقب خسارة المنتخب الليبي أمام المنتخب الوطني في مباراة أمس بهدفين نظيفين. و ذكرت مصادر إعلامية، قيام المتظاهرين بإنزال العلم الجزائري من فوق مبنى السفارة، أين قاموا بتمزيقه، ثم حرقه، فيما راحت مجموعة من المتظاهرين تتهافت على التقاط صور للجريمة.