كساد سوق "السي دي" في الجزائر أرغمنا على اللجوء للأنترنت لكسب الجمهور اختار نسيم ساسي مؤدي الراب الجزائري من مدينة برج بوعريريج فضاء الانترنت كما قال للنصر لنشر أغانيه و كليباته التي يصورها و ينتجها بنفسه كخطوة أولى تمهد له مستقبلا طرح ألبوماته في السوق، مشيرا إلى أن هذا الخيار مبني على كساد سوق "السي دي" في الجزائر خاصة نوع الراب، وقد اضطر إلى إنتاج أغانيه و كليباته بنفسه لضمان الجودة التي يطمح لأن توصله إلى عالم الإحتراف. لديك ألبومان من نوع الراب نشرتهما على قناتك الخاصة على موقع " اليوتيب" و "الفايسبوك"، و لكنك لم تنزل أيا منهما في الأسواق، لماذا ؟ - لم أنزل ألبوماتي للأسواق لسبب بسيط و هو أن سوق الأشرطة في الجزائر أصبح راكدا فلم يعد أحد يشتري " سي دي " يعرف أنه سيجد كل أغانيه على الانترنت مجانا و بضغطة زر واحدة لتحميلها كاملة و بنوعية صوت جيدة أيضا، كما أنني و في بداية مشواري الفني لا يمكنني أن أغامر في مشروع كهذا، و أنا أعلم مسبقا أنه سيلقى الفشل لا محالة إذا لم يدرس جيدا بطريقة عقلانية مضمونة، و لهذا إخترت أن تكون البداية مع عالم الانترنت الذي ساعدني جدا في الإنتشار و قدمني للجمهور بسرعة كبيرة، خاصة من خلال بعض الكليبات التي أنجزتها من ألبومي الأول سنة 2007 بعنوان " حرب الكلام " الذي يتحدث على ثقافة الراب و الهيب هوب لدى مغنيه و محبيه من الجمهور، و كذا ألبومي الثاني " المدرسة القديمة"، الذي أتحدث فيه عن المدرسة القديمة للهيب هوب بالإضافة إلى مواضيع أخرى من واقع مجتمعنا . و من بين الكليبات الناجحة جدا في صفحتي على الفايسبوك كليب" إنسان كيما لخرين ". و هل تنوي مستقبلا إنزال ألبوماتك القادمة في الأسواق، و ما أهمية الكليبات التي صورتها وحدك في إستقطاب الجمهور عبر الأنترنت؟ - طبعا، فالهدف من النشر في العالم الإفتراضي كان من البداية التعريف بالنفسي و بفني و كسب جمهور يعرفني و يتشوق لسماع جديدي، حتى أضمن أنني عندما أنزل ألبومي للأسواق سيباع إلى حد ما حتى لا أخسر سمعتي مع شركات الإنتاج، وهذا ليس بغرض المال أو الكسب، فمن يبحث عن المال في بلادنا لا يتوجه أبدا للفن بل لأشياء أخرى، فأنا محاسب و أعمل ضمن شركة محاسبة عائلية أسسها والدي و منذ البداية اخترت ألا أعيش من فني بل بالعكس أحاول بإمكانياتي الخاصة تأسيس قواعد صحيحة تسمح لي بالتحكم بكل الأمور التقنية و الفنية الضرورية لتقديم عمل متكامل في الموسيقى، للحصول على تسجيل ذو نوعية جيدة في الأغاني و الكليبات، لأنني اضطررت للقيام بنفسي بكل شيء ، من كتابة الكلمات إلى المونتاج و الميكساج و حتى تصوير الكليبات و الدعاية و الإشهار للترويج للأغاني الجديدة على شبكة الأنترنت، و لحد الآن قمت بميكساج ما لا يقل عن 1000 أغنية لي و لمغنين آخرين. إذا كونك فنانا عصاميا تعتمد على نفسك فقط، هو خيار إضطراري لأنك لم تجد من يقوم عنك بهذه المهام؟ - و الله، كنت أتمنى أن يكون لي مدير أعمال و فريق عمل مختص يقوم بكل المهام الأخرى و يترك لي فقط الجانب الفني كالتأليف و التلحين و الغناء، و لكن من الصعب جدا أن أحظى بهذا في بداياتي فقررت أن أقوم بنفسي بكل الأدوار، محاولا في كل مرة أن أقترب أكثر من الإحتراف خاصة في المجالات التقنية كميكساج الصوت و مونتاج الكليبات، و ذلك من خلال تمرني على الأجهزة الصوتية و البرامج الآلية الخاصة بالصوت و الصورة وحدي دون مساعدة من أحد و دون الإلتحاق بمعاهد خاصة و غيرها فالتجربة في الميدان هي خير مدرسة، و أنا فخور بالنتائج التي استطعت الآن الوصول إليها منذ سنة 2003 ، فنوعية الصوت و الصورة أصبحت الآن موافقة للمقاييس العالمية. بالإضافة إلى ألبوماتك الشخصية لديك أيضا ألبوم مع فرقة " لازون كا " التي تغني بالإضافة إلى الراب مزيجا متنوعا من الموسيقات الأخرى كالريغي و الراي و غيرها، كيف إستطعتم إنجاز هذا الألبوم رغم أن أعضاء الفرقة مشتتين في كل ولاية؟ - حبنا المشترك للموسيقى هو الذي جمعنا في فرقة واحدة منذ أن التقينا سويا في إحدى حفلات الهيب هوب، و قررنا إنشاء فرقة موسيقية تعبر عنا و عن الراب عموما في الجزائر ككل ليس فقط في ولاية واحدة و هذا أكثر ما يميزنا عن باقي فرق الراب الأخرى التي تبدو نوعا ما جهوية، و رغم الصعوبات و بعد المسافة بيننا إلى أننا استطعنا إنجاز ألبومنا الأول حيث كنا نتحين الفرص التي يستطيع فيها كل أعضاء الفرقة أن يجتمعوا عندي في البرج لنقوم بتسجيل أغنية أو إثنان و هكذا إلى أن أنهينا تسجيل 21 أغنية تضمنها ألبومنا الأول " جروح بلا دموع "، و الحمد لله لاقت أغانيه النجاح في قناتنا عبر اليوتيب و الفايسبوك، كأغنية " قاع الناس"،" جيت فايت" و " وقتاش" التي مزجنا فيها أيضا الفلامنكو مع الراب بالإضافة إلى العديد من الحفلات التي أديناها سويا في بعض ولايات الوطن كسيدي بلعباس بسكرةبجاية، تندوف، البرج و تبسة. و هل تحضرون الآن لألبومكم الثاني؟ نعم بالطبع، نحن الآن نحضر لألبومنا الثاني الذي نتوقع أن يكون أسهل بكثير من الأول، من حيث التسجيل لأن أصدقائي في بسكرة أصبح لديهم أستوديو و كذا أصدقائي في قسنطينة، فاتفقنا على أن يقوموا بالتسجيل كل على حدى ثم يرسلون لي مقاطعهم عبر الانترنت لأقوم بدمجها مع الموسيقى من خلال الميكساج، و يحمل ألبومنا الثاني عنوان " الفتنة " لأنه يتناول مواضيع راهنة كالثورات العربية و الحروب في العالم ضمن 16 أغنية. ماهي مشاريعك المستقبلية في مجال الهيب هوب؟ أهدافي الموسيقية بسيطة و مهمة في نفس الوقت فأنا أطمح للإحتراف في الهيب هوب و كذا التحكم في تقنيات الصوت و إخراج الكليبات، بإختصار الإحتراف بكل ما يعنيه من كلمة.